الاثنين، 30 نوفمبر 2009

مؤتمر «تكنولوجيا التسويق»: الكشف عن جهاز يقيس شعور المستهلكين عند الشراء


مارتن ليند ستروم

اعتبر عدد من الخبراء العالميين أن مصر سوق واعدة وتربة صالحة للتسويق، مقارنة بغيرها من الدول فى منطقة الشرق الأوسط، وتوقع الخبراء بمؤتمر «تكنولوجيا التسويق.. قفزة نحو المستقبل»، الذى نظمته مؤسسة نيلسن العالمية للأبحاث التسويقية للعام الثانى على التوالى بالقاهرة، نمو القطاع التسويقى بمصر فى السنوات القادمة وجذب مزيد من المستثمرين للاهتمام بالقطاع التسويقى.

واستعرض «مارتن ليند ستروم» أحد خبراء التسويق فى العالم ورئيس مجلس إدارة مؤسسة Buyology خلال مشاركته بالمؤتمر، تجربته الجديدة فى البحث عن دوافع الشراء لدى المستهلك وقياس انفعالاته وشعوره عند الشراء وردود الأفعال غير الإرادية تجاه بعض المنتجات والماركات العالمية والمحلية،

وذلك من خلال جهاز جديد كشف عنه «ليند ستروم» يربط بين التقنيات التكنولوجية المتطورة وعلم الأعصاب من خلال وجود مسح كهربائى لمخ الإنسان لقياس درجات الانتباه وقوة الذاكرة والارتباط العاطفى بالمنتج والعلامة التجارية، وبعدها يقوم الجهاز بالتقاط تلك الموجات التى يصدرها العقل البشرى فى غضون جزء من ألف جزء من الثانية، ويتم تحليلها للتعرف على ردود الأفعال غير الواعية للمستهلكين بدقة بالغة.

وتناول د.أ.ك براديب، رئيس مجلس إدارة شركة Neuro Focus العوامل المؤثرة فى التسويق، كشكل المنتج وملمسه، وطريقة ومكان عرضه، ونوع الماركة.

وأشاد «بايوش ماثور»، مدير شركة نيلسن بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بإعلان تامر حسنى الذى تظهر فيه الفتاة تتحدث مع أصدقائها على الإنترنت من خلال الكمبيوتر ثم تتحدث فى هاتفها المحمول، مشيراً إلى استغلال كل الوسائل التكنولوجية فى الإعلان.

كما أعلن ماثور أن ١.٣ مليون مصرى يدخلون تحت عباءة المستخدمين سنوياً مما يدل على خبرة الشركات المصرية الكبرى بفن التسويق وجذب مستهلكين جدد.

منقول من جريدة المصري اليوم بتاريخ 1/12/2009

تكنولوجيا خطيرة اسمها «قراءة العقل»

ما الذى تفكر فيه.. ما الذكرى التى تحاول استعادتها الآن؟

لا تعتقد أنك الوحيد الذى يستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة!..

فمن خلال الجمع بين ماسحات المخ «brain scans» وبرنامج الكشف عن النمط «pattern-detection software»،

يتمكن علماء الأعصاب من التحديق من خلال نافذة مفتوحة على العقل البشرى، وبالتالى التعرف على أفكارك.

وفى اجتماع لجمعية علم الأعصاب فى شيكاغو، قدم جاك غالانت، أستاذ علم الأعصاب فى جامعة كاليفورنيا فى بيركلى،

واحدة من النتائج المثيرة للاعجاب، حيث تمكن هو وزميله شينجى نيشيموتو

من استنساخ مقطع لفيلم كان يشاهده فرد ما من خلال عرض نشاط دماغه،

وادعى باحثون آخرون فى الاجتماع ذاته أن من خلال فك شفرة الأعصاب يمكن قراءة الذكريات

والخطط المستقبلية، وكذلك تشخيص اضطرابات الأكل.

منقول جريدة المصري اليوم بتاريخ 1/12/2009

الاثنين، 11 مايو 2009

إدارة خدمة التعليقات على المواقع الالكترونية.. نهاية دور المستخدم الكومبارس

حسين فاروق


تعتبر إتاحة التعليقات على المواقع الالكترونية من الخدمات المهمة في تحقيق عنصر التفاعلية بين الموقع والمستخدم، ووجه من أوجه حرية التعبير التي لا بد من أن تكون متاحة وميسرة في أي موقع الكتروني يريد تحقيق التواصل مع جمهوره، وفي ظل عصر الانترنت الجديدة الذي يعيشه ويتعايش معه كلا من مستخدمين الانترنت والمواقع الالكترونية .

من هنا جاء الاهتمام بخدمة التعليقات وما تتيحه من دينامكية للمحتوى الأصلي المكتوب، إلى الحد الذي يمكن اعتباره مكملا للمحتوى الأصلي للمادة، بل وصل الاهتمام مداه إلى اعتباره محتوى جديدا لا يقل أهمية عن المحتوى الأصلي المنشور.

وتواجه العديد من المواقع الالكترونية -وبصفة الخاصة المواقع العربية- العديد من الصعوبات فيما يتعلق بخدمة التعليقات، فهي تريد تحقيق عنصر التفاعلية بينها وبين المستخدم وتريد أن تصل هذه التفاعلية إلى مداها البعيد من خلال إتاحة حرية التعبير على ما ينشر من موضوعات، ولكن في نفس الوقت ترى انه لا بد من التزام القارئ بآداب الرد ، ومحاولة إضافة تعليق موضوعي بعيدا عن الإسفاف والتحيز.

انتهاء دور الكومبارس

إن الحالة الإعلامية الجديدة التي يعيشها الجمهور وعلى وجه الخصوص جمهور الانترنت، تشكل حقبة جديدة أصبح فيها كل مستخدم هو بطل الحكاية، يستطيع بكل سهولة ويسر أن يؤدي دور البطولة، بل ويتوافر له كافة الإمكانات لتقمص ذلك الدور، ولم يعد هناك مجال لأي مستخدم أن يلعب دور الكومبارس، حيث لا مكان إلا للأبطال الذي يتفاعلون تفاعلا ايجابيا، ويتسع دور البطولة أو ينكمش طبقا لحجم المشاركة، فالمستخدم نفسه هو الذي يستطيع أن يوسع أو يقلل دوره طبقا لحجم تفاعله.

لذلك كان ضروريا على المواقع الالكترونية ألا تغفل تلك الحالة الجديدة، وان تجعل من التعليقات بوابة مفتوحة بينها وبين المستخدم، لكي يؤدي دوره ويعبر عن رأيه فيما ينشر سواء بالسلب أو بالإيجاب، فلا مكان لموقع لا يعطي القارئ حقه في إبداء رأيه، وتوفير كافة الوسائل التي تساعد على إبراز ذلك الرأي.

المعادلة الصعبة

وتواجه المواقع الالكترونية صعوبة في إيجاد توازن بين طرفي معادلة التعليق- وخاصة إذا كان هذا الموقع يتم إتاحة التعليقات فيه بصورة فورية - فمن ناحية يريد الموقع إبراز ديمقراطيته وايجابيته في إيجاد ارض خصبة للمستخدم يستطيع من خلالها التعبير عن رأيه بكل حرية، ومن جانب آخر، يريد الموقع أن يكون المستخدم على قدر المسؤولية في تعليقه وان يكون ذلك التعليق موضوعي ويبعد عن الإسفاف والتحيز أو يلتزم فيه بآداب الحوار.

لذلك تلجا بعض المواقع- وخاصة العربية منها- إلى جعل خدمة التعليقات مؤجلة للتدقيق، أي يتم مراجعتها من قبل الموقع قبل أن يتم نشرها، إلا أن ذلك قد يوحي للمستخدم بعدم الثقة بينه وبين الموقع ، كما أن معظم المستخدمين يميلون إلى متابعة فورية لتعليقهم.

وتلجأ معظم المواقع الأجنبية إلى جعل التعليقات فورية لمستخدميها، فمن ناحية تعطي طرقا إرشادية للمستخدم، للتعليق على المادة، ومن ناحية أخرى ترسم له خطوطا للكيفية التي يمكن من خلالها كتابة تعليق موضوعي ملتزم بآداب الحوار وبعيدا عن الإسفاف والارتجالية والتحيز، ولا تكتفي بذكر عبارة " أن التعليقات الواردة هي مسئولية أصحابها وليس للموقع أي مسؤولية عنها".

تجديد المحتوى

تؤمن بعض المواقع بالدور الذي تقوم به التعليقات ليس فقط على مستوى التفاعلية، ولكن أيضا تنظر للتعليق باعتباره مكملا للمحتوى الأصلي للمادة، بل يمكن النظر له باعتباره محتوى جديدا له نفس أهمية محتوى المادة الأصلية، لذلك لجأت العديد من المواقع إلى إتاحة التعليق على التعليقات الواردة على المادة المنشورة، في شكل يؤكد على عدم انتهاء دورة المحتوى بمجرد الانتهاء من كتابته أو حتى بمجرد التعليق عليه، فالتعليقات سوف يتم الرد عليها من خلال تعليقات أخرى، ويتم تجديد المحتوى بشكل مستمر، في ظل دورة لا نهائية من المحتويات المنشورة.

خدمات مصاحبة

لا تكتفي المواقع بإدراج خدمة التعليق فقط، وإنما تتيح بعض المواقع عدد من الخدمات المصاحبة لخدمة التعليق، فتوفر بعض المواقع للمستخدم خاصية إرسال تعليقه إلى أي موقع من مواقع الشبكات الاجتماعية، وهذا يؤدي إلى زيادة انتشار الموقع، كما تتيح للمستخدم إمكانية اختيار أو ترشيح تعليق مفضل وهذا مفيد في زيادة اهتمام الجمهور بالتزام الموضوعية في تعليقاتهم.

كما تتيح بعض المواقع خدمة حجز الاسم المستعار للتعليق كما في موقع العربية، وتلك الخدمة تقوم على أساس اختيار اسم من قبل المستخدم يقوم من خلاله بإدراج تعليقاته للموقع، وهذا الاسم هو متفرد لصحابه، ولا يحق لأي فرد آخر استخدام نفس الاسم للتعليق على محتويات الموقع، وهذا يوفر قدر كبير من الخصوصية بين المستخدمين والموقع، ويمنع أي شخص من انتحال اسم شخص آخر والتعليق باسمه.

إن خدمة التعليقات من الأمور الهامة التي يجب توافرها وحسن إدارتها من قبل أي موقع لما لها من أهمية كبيرة، تلك الأهمية التي قد تميز موقع عن موقع آخر لدى الجمهور والمستخدمين

الثلاثاء، 17 مارس 2009

البرمجيات الاجتماعية.. طفرة جديدة في استخدامات الانترنت

البرمجيات الاجتماعية.. طفرة جديدة في استخدامات الانترنت

في ظل انتشار كم هائل من المعلومات داخل محيط الإنترنت وزيادة عدد ناشري المحتوى وامتداد نطاق النشر الشخصي وُجدت صعوبة على المستخدم في الإلمام والمواكبة لكل هذا المحتوى المعلوماتي الضخم، وأُدخل الفرد في دائرة " القلق المعلوماتي "، مما أوجد ضرورة لتغيير نمط الجيل الأول من الإنترنت من خلال مجموعة من الأدوات التي تقوم بتجميع وتنظيم وترتيب كم المعلومات المتناثر داخل فضاء الإنترنت بما يلائم اهتمامات وحاجات الجمهور، هذه الأدوات هي ما نطلق عليها اسم " التطبيقات أو البرمجيات الاجتماعية".

وتعمل البرمجيات الاجتماعية على إيجاد نوع من التشارك الذهني والمعرفي بين جمهور المستخدمين على شبكة الانترنت، وتمكنهم من التفاعل والتعاون وتبادل الاهتمامات بشكل كبير مع بعضهم البعض دون النظر إلى الاعتبارت الفعلية لتكوين المجتمعات الواقعية.

وهذه البرمجيات لا تقتصر فقط على مجموعة من التكنولوجيات المختلفة وإنما تشمل الجانب الاجتماعي لهذه التكنولوجيات مجتمعة معًا.

ماهية البرمجيات الاجتماعية؟

هي أدوات تدعم اتصال مجموعة من المستخدمين على الانترنت من خلال تمكينهم من الحوار والتواصل والالتقاء على الشبكة العنكبوتية بهدف إنشاء مجتمعات افتراضية (Virtual Communites)، هذه الأدوات أنتجت أنماط وطرق جديدة لتعامل المستخدمين مع الإنترنت سواء كان ذلك من خلال الاستفادة من الخدمات المتاحة أو استحداث خدمات جديدة تقدم لزوار ومستخدمي الشبكة.

فالبرامج الاجتماعية يمكن اعتبارها تلك العناصر التي تم إدخالها في عملية تهجين لتنتج لنا (طفرة) أو نوع جديد من الإنترنت، فيما يمكن وصفه "بالانترنت المهجن"، هذه الطفرة أفرزت لنا أساليب مختلفة في طرق الاستفادة من الشبكة العنكبوتية وكيفية استخدامها بما يحقق المصلحة على المستوي الشخصي وعلى المستوى العام.

ومن ابرز البرمجيات الاجتماعية التي أوردتها موسوعة ويكيبيديا ما يلي:

المدونات (Blogs) ومنها (Micro-Blogging) أو التدوين المصغر، والمنتديات (Internet forums)، اقتباس القصاصات (Clipping)، الرسائل الفورية (Instant messagingالتعليم الالكتروني (e – Learningتشارك الوسائط (Media sharing)، علامات تداول المواقع[2] (Social bookmarking)، الفهرسة الاجتماعية (Social catalogingمواقع تشارك المحتوى(Social citationsالشبكات الاجتماعية (Social networksالعالم المتخيل (Virtual worlds)، مواقع الويكي (Wiki's).

فلسفة البرامج الاجتماعية

وتأخذ البرامج الاجتماعية فلسفتها من الفكرة الجوهرية للويب 2.0 وهي إيجاد بيئة فعالة لمساهمة وتشارك الزوار واعتبار المستخدم هو المركز الذي تدور من حوله كل الأنشطة ويؤثر فيها تبعا لاهتماماته.

ومن الآثار الاجتماعية لتلك البرامج أنها تساعد على اكتشاف سلوكيات وتصرفات ما كانت تظهر إلا من خلال تفاعل الفرد مع تلك الجماعات الإفتراضية.

وتمنح البرامج الاجتماعية فائدة كبيرة للمتخصصين والمهتمين بموضوع معين، حيث يمكن للمستخدم حفظ روابط المواقع التي يفضلها ويطلع عليها خلال تصفحه على شبكة الإنترنت دون الحاجة إلى تخزينها في قائمة المفضلات الموجودة على جهاز المستخدم، مما يمكنه من عدم التقيد في الإطلاع على تلك الروابط من جهازه عند الحاجة إلى استعادتها مرة أخرى، بل يمكن له أن يجدها و يستخدمها من أي جهاز كمبيوتر طالما انه متصل بشبكة الإنترنت.

الاتصال والتواصل

والبرامج الاجتماعية هي ثورة على الأنماط التقليدية في الإتصال بين الناس، فالعامة كانوا يتحاورون ويتناقشون في السابق بالطرق التقليدية مثل التليفون أو المواجهة المباشرة أو عن طريق المراسلات البريدية أو من خلال الصحف أو التليفزيون .. الخ، فهي تقوم داخل تلك المجتمعات الإنترنتية بضمان خاصيتين أساسيتين - هما الأساس في بناء أي مجتمع واستمراريته – ألا وهما الإتصال والتواصل وهما من أهم المميزات التي توفرها تلك البرامج الاجتماعية.

و تقوم هذه البرمجيات في عملها على الاتصال الجمعي وليس الشخصي مما يوفر سيولة وسهولة في الاتصال بأقل جهد وأبسط تكلفة.

نهاية دورة انتاج

ومن أهم السمات الأساسية التي توفرها البرمجيات الاجتماعية أنها جاءت لتغيير فكرة البرمجيات كمنتج لتحولها إلى خدمة متاحة للجميع يتم صيانتها بشكل يومي، بل والتعامل مع المستخدمين كشركاء في تطوير الخدمة، ومراقبة سلوك الزوار في التعامل مع الخدمات الجديدة بالموقع لمعرفة المزايا والوظائف الجديدة التي يتم استخدامها وكيفية استخدامها، وقد كشف كال هاندرسون كبير المطورين والمبرمجين في موقعFlicker أنهم يقومون بتطوير وإنشاء تكوينات وإصدارات جديدة للموقع كل نصف ساعة تقريبا.

القضاء على المعوقات المعاصرة للتواصل

والتطبيقات الاجتماعية جاءت لتسمح للمستخدمين بالتواصل مع أقرانهم في جميع أنحاء العالم، ومع أشخاص لا يتم التواصل معهم في الواقع لأسباب مختلفة، أي أن التطبيقات الاجتماعية على الإنترنت استطاعت ان تقضي على المعوقات المعاصرة للاتصال والتواصل، فتعارف الأشخاص على بعضهم أصبح لا يرتبط بقواعد على ارض الواقع بل أصبح الكل متاح له أن يتعرف على غيره في أي مكان وفي أي وقت وبأي صورة كانت .

وقد أفرزت تلك البرمجيات عن لغة جديدة للتخاطب بين مستخدمي الإنترنت هذه اللغة تم اختزالها في حاجات الأفراد واهتماماتهم أي مخاطباتهم نفسيا وإجتماعيا وعمليا واقتصاديا ... الخ ، فعلي سبيل المثال موقع FACE BOOK يتم فيه مخاطبة النواحي النفسية والإجتماعية للأفراد من خلال العديد من التطبيقات التي تم إنتاجها من قبل الموقع أو من قبل مستخدميه، فالمشاعر أصبحت لها مكانها على مواقع الإنترنت، كما أن توفير إمكانية إنشاء برمجيات من قبل المستخدمين وتسويقها داخل الموقع، أتاح الفرصة للأفراد أن يشكلوا نوعا من السوق الاقتصادي يستطيعوا من خلالها توفير مكان لعرض منتجاتهم.

نماذج دولية

ويمكن القول أن التطبيقات أو البرامج الاجتماعية ليست موجهة في مطلقها إلى الأفراد ولكنها لفتت نظر الشركات وقطاع الأعمال للاستفادة منها اقتصاديا وساعدت على تغيير أساليب العمل في هذا النطاق.

فنجد خدمة " Open Social" من شركة جوجل وهي مجموعة من واجهات برمجة التطبيقات المشتركة APIs تسمح ببناء التطبيقات الإجتماعية عبر شبكة الإنترنت.

وأطلقت شركة مايكروسوفت خدمة " Search Together" أو البحث معا، وبالرغم من أن نشاط البحث على الانترنت هو عادة نشاط فردي إلا أن هذه الخدمة وفرت البحث المشترك بين عدد من المستخدمين المتشاركين في الاهتمام.

وقامت شركتا إنتل وأسوس بإطلاق الموقع الإلكتروني الجديد (وي بي سي دوت كوم) الذي يسمح للأفراد بالتواصل فيما بينهم من جهة وبين الشركات المطورة للتقنية من جهة أخرى بهدف تصميم المنتجات المبتكرة التي تتماشى مع احتياجات المستخدمين وتطلعاتهم.

وهناك مشروع "تخيُُل الإنترنت" Imagining The Internet، الذي أطلقته جامعة "إلون" الأمريكية، ويهدف هذا المشروع إلى استطلاع آراء عشرات الخبراء حول مستقبل الإنترنت وتكنولوجيا الاتصالات وأثرهما على حياة البشر.

فالبرمجيات الاجتماعية أطلقت لنا مجالا واسعا للتخيل الى الحد الذي يصعب معه التنبؤ بمستقبل الانترنت، ومدى استفادة المستخدمين- سواء على المستوى الشخصي أو الجمعي أو المؤسسي- من الأنشطة والخدمات التي توفرها تلك البرمجيات.



([1]) اطلق هذا المصطلح الباحث في مجال سوسيولوجيا الانترنت، وسام فؤاد.

الثلاثاء، 3 فبراير 2009

جيش إلكتروني صهيوني جديد .. إسرائيل تجند 1000 مدون لتحسين صورتها

حسين فاروق

في إطار حملتها الإعلامية المستمرة لتحسين صورتها أمام الرأي العام على الشبكة العنكبوتية، ولتجميل سمعتها المشوهة أمام العالم بعد هجومها الوحشي على قطاع غزة، قامت وزراتي الاستيعاب والمهاجرين والخارجية الإسرائيليتين بتجنيد 1000 مدون من المهاجرين اليهود الجدد والذين يتحدثون بلغات أجنبية أخرى غير العبرية، وذلك للمساهمة في تكوين رأي عام مضاد يمحو ما صنعته القوات الإسرائيلية من سوء سمعة وتشويه لصورتها عندما قامت بمجزرة على الأرض الغزاوية.

ففي الوقت الذي يهاجم فيه المدونين في العالم العربي ويصادر على رأيهم بل ويزج بعضهم في السجن، نجد اهتمام صهيوني بهذه الفئة، ووعي من القيادات السياسية بالدور الذي يمكن أن يلعبه التدوين والمدونون، في تغيير الرأي العام في وقت الأزمات أو في الأوقات العادية، إلى الحد الذي يمكن فيه اعتبار المدونين "جماعات ضغط" لتوجيه الرأي العام.

جيش الكتروني

قامت وزارة الاستيعاب الإسرائيلية بتجنيد مهاجرين جدد ويهود يعيشون في الخارج لديهم القدرة على الاتصال بالحاسب الآلي ويتحدثون لغة ثانية وذلك لتحسين علاقات إسرائيل العامة على شبكة الانترنت.

وكانت الوزارة قد بحثت عن طريقة ما تدعم الجهود الإسرائيلية في حربها الإعلامية ضد فلسطين، ورأت أن أفضل طريقة هي اللجوء إلى أكثر من مليون إسرائيلي يتحدثون لغة ثانية غير العبرية، بالإضافة إلى متابعة مدونات بلغات أخرى مثل البرتغالية والروسية- وذلك كما جاء على لسان إيرتس هافلون، المدير العام لوزارة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية- .

وقام أكثر من 1000 من مقدمي الطلبات المتطوعين والمهتمين بالاتصال بالوزارة ، من بينهم 350 متحدثا للغة الروسية و250 متحدثا للانجليزية و150 متحدثا للاسبانية و100 متحدث للفرنسية و50 متحدثا للألمانية.

بالإضافة إلى مجموعة من اللغات الأوروبية الأخرى ممثلة في أوساط المتطوعين: البرتغالية والسويدية والهولندية والايطالية والرومانية والبولندية واليونانية والبلغارية والدنماركية. كما عرض يهود يتحدثون باللغة الفارسية والتركية والعربية خدماتهم أيضا. وقالت الوزرة أنها تلقت طلبا أيضا من متحدث للغة الصينية.

سلاح إسرائيلي جديد

وفي تعليقها على الحدث ، قالت صحيفة "جيروزالم بوست" "إن جيش المدونين سلاح إسرائيلي جديد على جبهة العلاقات العامة التي تخوضها إسرائيل لتحسين صورتها أمام العالم" كما أشارت إلى أنه يجب على المتطوعين أن يسجلوا آراءهم في المدونات المعادية للصهيونية، بما يعكس وجهة النظر الإسرائيلية نحو قضايا الشرق الأوسط"

ورأت الصحيفة أن هناك افتقار للعدد المطلوب من المدونين الذين يجلسون أمام شاشات الكمبيوتر للكتابة بلغة غير العبرية ، وأشارت إلى أن تركيز المدونين سيكون على الأوجه الايجابية للحياة في إسرائيل إضافة إلى قسوة العيش تحت تهديد الإرهاب- وذلك على حد تعبير الجريدة الإسرائيلية.

توجيه المدونين

وبالرغم من أن وزارة الاستيعاب الإسرائيلية هي المسئولة عن عملية تجنيد المدونين، إلا أن مسؤولية توجيه المتطوعين على شبكة الانترنت تقع على عاتق وزارة الخارجية الإسرائيلية، وهي التي تقوم بمتابعة أي مدونة بلغة أجنبية أو موقع إخباري أو أي موقع آخر مناهض لإسرائيل ، ومن ثم توجيه رسالة إلى المدونين المتطوعين لإغراق الموقع بآراء مؤيدة لإسرائيل.

وترى وزارة الخارجية الإسرائيلية على لسان نوعام كاتز، مدير قسم العلاقات العامة في وزارة الخارجية الإسرائيلية، : " أنه من الضروري الاستفادة من المدونين المتطوعين ليس فقط في أوقات النزاع والحرب وإنما أيضا خلال الأوقات العادية "

يذكر أن إسرائيل قد فرضت تعتيما إعلاميا على حربها على غزة والتي بدأت في السابع والعشرين من ديسمبر، ومنعت وسائل الإعلام والصحافيين الأجانب من الدخول إلى غزة واكتفت بمن هو موجود داخل القطاع.

الاثنين، 26 يناير 2009

الإعلام الغربي وحرب غزة

حسين فاروق

أثار رفض هيئة الإذاعة البريطانية الـ " بي بي سي " بث نداء للجنة الإغاثة ضد الكوارث في بريطانيا للتبرع لصالح غزة انتقادات شديدة ولاذعة واتهامات بعدم الحيادية لهيئة الإذاعة البريطانية والانصياع للوبي الصهيوني في بريطانيا، ففي الوقت الذي قالت فيه الإذاعة بأنها تميزت في التغطية الإعلامية في الحرب على غزة واتبعت الأسلوب الحيادي في طريقة تناولها لتلك الحرب، يأتي هذا الرفض لبث نداء إنساني ليضرب تلك الحيادية بعرض الحائط وليفتح المجال أمام تساؤلين لا مناص منهما، الأول يتعلق بالمعايير التي تحكم عمل مؤسسات الإعلامية الغربية مع الأحداث في حرب غزة ، والثاني يتعلق بـ من الذي يسيطر على أجندة الأخبار في الإعلام الغربي بصفة عامة وبريطانيا على وجه الخصوص.

ادعاء الحيادية

وعندما نستمع إلى تصريحات المسؤولين في هيئة الإذاعة البريطانية نجدها بعيدة كل البعد عن الواقعية والمنطقية، كمن يريد ان يبحث عن سبب يحفظ له ماء وجه وتبعد عنه تهمة الانحياز للوبي الصهيوني، فنجد تصريح لـ مارك تومسون المدير العام لبي بي سي يوضح فيه أسباب رفض الهيئة بث النداء قال فيه: " أن بث نداء الإغاثة كان من الممكن أن يسبب فقدان الثقة في نزاهة تغطية البي بي سي لما يجري في غزة" وأضاف ان الهيئة رفضت اذاعة الإعلان المجاني لانها لا يمكنها التأكد من ان تلك المعونات والمساعدات الانسانية سوف تصل إلى مستحقيها في قطاع غزة.

وفي المقابل نجد ان تصريحات الهيئة تشيد بحياديتها في التغطية الاعلامية اثناء الحرب على غزة، بالرغم من ان معظم التقارير التي كتبت عن الحرب قد تمت كتابتها خارج ارض المعركة، وذلك لان اسرائيل منعت من دخول وسائل الإعلام إلى غزة واكتفت بمن هو موجود قبل الحرب على غزة.

انتقادات وردود افعال

وقد اثار ذلك القرار الكثير من ردود الافعال في اوساط شعبية ورسمية في بريطانيا حيث تظاهر المئات امام مقر البي بي سي في وسط ولندن احتجاجا على طريقة تغطية الهيئة للحرب على غزة ولعدم اذاعتها النداء الانساني، واتهموها بالرضوخ للوبي الصهيوني في بريطانيا.

وقال أندرو هند المدير التنفيذي للجنة الجمعيات الخيرية ـ المسؤولة عن تنظيم عمل الجمعيات الخيرية المسجلة في بريطانياـ قال إن جميع الهيئات الخيرية الرئيسية أعلنت قدرتها على توصيل معوناتها إلى مستحقيها في غزة، كما طالب بي بي سي بإعادة النظر في قرارها وحذر من عرقلة عمل الهيئات ما لم تحصل على أقصى دعم شعبي ممكن، كما طالب وزير التنمية الادارية دوجلاس الكسندر من " بي بي سي " بالتراجع عن قرارها.

وقال عضو مجلس اللوردات نظير أحمد إن مبررات 'بي بي سي' غير مقنعة، والتفسير المنطقي هو ضعفها أمام ضغط 'اللوبي الصهيوني'، وذكر ببثها استغاثات في أزمات كبيرة كالكونغو والسودان ولبنان والعراق، ووصف ما جرى في غزة بأنه أكبر من كارثة وقال عنه إنه مذبحة، وأضاف نظير ان مسلمي بريطانيا أكثر من مليونين ويتعين على 'بي بي سي' الاستماع لصوتهم، لأنهم يشاركون في تمويلها، لكنه حيا الموقف الرسمي والشعبي من قرار الهيئة.

ويفتح هذا القرار ملف المعايير التي تحكم سياسات العمل الإعلامي داخل وسائل الإعلام الغربية بالإضافة إلى ماهية الجهة التي تضع أجندة الأخبار في الإعلام الغربي بصفة عامة.

الأربعاء، 21 يناير 2009

الاتجاهات الحديثة لبحوث الاعلام

الى كل الباحثين الاعلاميين بصفة عامة والى زملائي بكلية الاعلام بصفة خاصة هذه تقارير عن الاتجاهات الحدينة لبحوث الاعلام في عدد من الدول، ويشتمل التقرير الاول عرض اجمالي للبحوث، ثم بعد ذلك يأتي كل بحث على حدة تفصيليا، مع العلم ان هذه البحوث موجودة على هذا الموقع:- http://www.valt.helsinki.fi/blogs/crc/en/mapping.htm
وإليكم التقارير:-

الاثنين، 19 يناير 2009

إتحاد المدونين .. قيود للحرية ام تصحيح المسار


حسين فاروق

يحتد الخلاف بين عدد من الأكاديميين والمدونين حول ضرورة وضع ضوابط ومواثيق تنظم العملية التدوينية وتضعها في مسارها الصحيح باعتبار أن المدونات هي أداة من أدوات الإعلام الجماهيري والتي وجدت طريقها سريعا بين الجمهور لما تتمتع به من ديمقراطية في التعبير ومناقشة القضايا الحساسة دون قيود أو رقابة من أي جهة، وعوضت العامة عن غياب المصداقية في الصحف القومية وعن فشل التمثيل الديمقراطي للبرلمانيين بالإضافة إلى غياب الأحزاب المعارضة عن التمثيل الواعي والحقيقي بما يحقق طموحات المواطن، وأصبحت منافسا للصحف المطبوعة بل وتتفوق عليها في كثير من الأحيان.

ويؤيد عدد من الأكاديميين ضرورة وجود إتحاد للمدونين يقوم بوضع أطر ومعايير محددة يتبعها المدونون، وتوجيه المدونين بعيدا عن اللامهنية، والألفاظ والعبارات الخادشة للحياء الموجودة على عدد من المدونات المنتشرة على فضاء الانترنت.

ويرى المدونون أن هذا الإتحاد سوف يقيد حريتهم في الكتابة والتعبير وسوف يلزمهم بضوابط تمنعهم من أداء واجبهم نحو الجمهور بإتاحة المعلومات دون رقابة.

وبين هذا وذاك تبقى قضايا الديمقراطية والحرية واللامهننة الصحفية والمعايير الأخلاقية هي الشغل الشاغل لكل من الأكاديميين والمدونين، خاصة وأن هناك تجارب سابقة أججت عدم الثقة بين ما أسماه الأكاديميون مواثيق أو كود أخلاقي وبين المدونين ودفاعهم عن حرية الرأي، ووثيقة البث الفضائي ليس منا ببعيد.

ضروري للتنظيم

في البداية يقول دكتور محمود خليل أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة أن أي ظاهرة يجب أن تخضع لنوع من التنظيم، هذا التنظيم ليس المقصود به إيجاد قيد على حرية التعبير وإنما المراد به تكوين اطر مشتركة للتفكير ولتبني مجموعة القضايا والتحديات التي تواجهها، مشيراً إلى أن ظاهرة التدوين لها ثقلها الكمي في مصر، فهناك 160 ألف مدونة مصرية من أصل 480 ألف مدونة عربية طبقاً لآخر الإحصائيات.

وأضاف خليل أن التدوين ينظر إليه كشكل من أشكال صحافة المواطن وبالتالي فلا بد أن ينظر إلى الرسالة الإعلامية التي ينتجها المدون على أنها تقع في الدائرة المهنية وخصوصا أن بعض المدونين في أمريكا مثلا يطلبون لأنفسهم حقوق الصحفيون ويعتبرون أن ما يقدمونه شكل من أشكال الصحافة.

وأوضح خليل أن التدوين يحتاج فقط إلى التطوير النوعي بشكل يجعلها أداة إعلامية حقيقية في يد المواطن المصري والعربي، وربما كان تكوين إتحاد للمدونين يصب في هذا الاتجاه، يضاف إلى ذلك – والكلام للدكتور محمود خليل- ما يمكن أن يلعبه هذا الإتحاد من دور في الدفاع عن حق حرية التعبير للمدون وخصوصا أن بعض المدونين مطاردين داخل عالمنا العربي.

وقد طرح دكتور شريف درويش أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة في وقت سابق خلال المؤتمر العلمي الخامس لأكاديمية أخبار اليوم، فكرة إنشاء إتحاد للمدونين يقوم بوضع أطر وقواعد تنظم عملية التدوين لتدفع به في الإطار الصحيح له باعتباره جزء من الإعلام الجماهيري، وأكد درويش على أن ميثاق هذا الإتحاد يجب وضعه من قبل المدونون أنفسهم لا غيرهم لأنهم أجدر بمعرفة احتياجاتهم ومتطلباتهم عن غيرهم، مضيفاً أن إنشاء إتحاد للمدونين مهم جدا للابتعاد به عن البذاءات والأسلوب غير المهني الذي يتبعه عدد من المدونين، مشيراً إلى ضرورة وجود دور لنقابة الصحفيين والمؤسسات الأكاديمية في تبني هؤلاء المدونون وتوجيههم.

أداة للتطوير.. ولكن

وعن فكرة إنشاء إتحاد للمدونين في مصر تقول الدكتورة نجوى فهمي الأستاذ بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس، أن الإتحاد عمل ايجابي طالما أنه يهدف إلى تطوير المجال، وخاصة أانه يمكن استغلال ذلك في التواصل مع المدونين الموجودين في جميع أنحاء العالم، مما يمكن المدونون من الاطلاع على أحدث الأفكار العالمية وتبادل الخبرات وإيجاد نوع من التواصل الفكري مع الثقافة الخارجية ، مضيفة إلى انه من الممكن لهذا الإتحاد أن يكون له دور في تعريف الجمهور بالقهر والضغوط التي يتعرض لها المدونين.

وعن البذاءات الموجودة على عدد من المدونات تقول دكتورة نجوى أن هذه البذاءات والألفاظ الخادشة للحياء هي تعبر عن شخصية كاتبها وتعرف القارئ عن هوية الكاتب، وأشارت إلى انه إذا قدر وتم إنشاء الإتحاد فانه يجب أن يكون بعيدا كل البعد عن المواثيق الإعلامية المتعارف عليها، فالعمل التدويني عمل حر ينتمي إلى "الإعلام الشعبي" وهو يختلف عن العمل الإعلامي التقليدي، فكل فرد يعبر عن ما يريده من خلال مساحة معينة.

ويرى دكتور محمود السماسيري أستاذ الصحافة بجامعة سوهاج، أن إنشاء إتحاد للمدونين قد يكون أداة لدعم وتطوير المدونين والتدوين بصفة عامة، من خلال تصحيح المسار المهني لكثير من المدونين والبعد عن اللامهنية السائدة في كثير من الأعمال التي نجدها في المدونات، ومن ناحية أخرى لم يستبعد السماسيري أن يكون هذا الإتحاد أداة ضغط على المدونين من خلال تغلغل جهات رقابية في آليات عمل هذا الإتحاد، ووضع القواعد التي تخدم أهدافه وخططه، وبالتالي تقيد حرية المدونين في التعبير عن أرائهم.

وأضاف الدكتور السماسيري أن المدونين في مصر يتمتعون بقدر من الحرية اكبر مما يتمتع به نظرائهم في الدول العربية الأخرى، مشيراً إلى أنه هناك فهم مغلوط للحرية في عالمنا العربي، فالإختلاف يولد الإبداع والتجديد، وكل فرد يجب أن يكون له الحق في الكلام والتعبير عن رأيه.

ويقول محمد فتحي المدرس المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة حلوان أنه من الخطورة أن يتم وضع المدونين في إطار أو إتحاد لان ذلك من الممكن أن يقيد حريتهم، هذه الحرية التي تميز المدونات عن الصحافة المطبوعة، وتساءل فتحي عن الجهة التي سوف تباشر عمل هذا الإتحاد في حال إقامته؟ ومن الذي سيرأسه؟ وأسباب قيامه؟ والفوائد التي سوف تعود على المدونين من جراء هذا الإتحاد؟ وأوضح أن كل هذه التساؤلات يشوبها الغموض

وأوضح فتحي أن المدونات بوضعها الحالي وصلت للعالمية في إشارة إلى مدونة " الوعي المصري " لوائل عباس، ومدونة "جار القمر"، ومدونة "عايزة أتجوز" ومدونة "منال وعلاء " مؤكدا على أن المدونين يجب أن ينطلقوا في تدويناتهم بكل حرية وعدم وضعهم في قيود تحكم عملهم.

"نضال الكيبورد"

وترى المدونة نوارة نجم أن التدوين شئ شخصي وفعل تفكيري لإنضاج ذهن الشباب المصري، فالمدون يلجا للكتابة بدون قيد، وهو في الأصل يعبر عن حياته الشخصية وعن رؤيته للأمور بعيداً عن أي أطر أو مواثيق تحكم عمله، مضيفة أن التدوين ليست مهنة وبالتالي فان عمل رابطة سوف يحولها إلى مهنة وتفقد حريتها التي تتمتع بها.

ووصفت نوارة المدون بـ "مناضل الكيبورد" الذي يجاهد لإيضاح الحقيقة للجمهور، مشيرة إلى أن التدوين هو حيلة دفاعية قام بها الشباب المقهور للتعبير عن نفسه وطموحاته، مؤكدة أن أي محاولة لقيام إتحاد للمدونين مصيرها الفشل.

وترى غادة عبد العال صاحبة مدونة ( عايزة أتجوز) انه لا يمكن عمل هذه الفكرة وذلك لاختلاف مجالات اهتمامات المدونين مضيفة انه في حاله قيامه فانه سوف يكون غير معبرا عن المدونين لأنه سوف يسند إلى المدونين المشهورين أو المدعمين من جهات معينة وبالتالي فلا فائدة من قيامه.

وأكدت غادة أن مثل هذه الإتحادات سوف تقيد حرية التعبير لدى المدونين، مشيرة إلى أن المدون مثل رجل الشارع العادي يقول ما يرغب أن يقول في الوقت الذي يحدده ويريده.

كيان غير متجانس

ويقول أحمد الدريني صاحب مدونة (أقولها على طريقتي ..)، أن الفكرة في حد ذاتها "سخيفة"، فكيان المدونين غير متجانس ولا يمكن تجميعهم تحت إطار واحد، فالمدونات – والكلام لـ الدريني- هي نتاج مجموعة من الآراء التي كان يعبر عنها قبل ذلك من خلال المجموعات البريدية والمنتديات الإلكترونية، ويضيف الدريني أن الفكرة هي التي تطور من نفسها وليس الإتحاد.

وتنبأ الدريني بخروج حركة عن التدوين تعبر عن أهدافها وطموحاتها بعيدا عن قيدها أو وضعها في إتحاد من الممكن أن يُمارس عليه ضغط من أية جهة، مؤكدا أن هذه الحركة إذا قامت سوف تصنع فاعليات وممارسات تعطي التدوين والمدونين قوة وحرية أكثر من الموجودة الآن.

ويتفق معه في الرأي احمد ناجي صاحب مدونة "وسع خيالك" الذي يصف الفكرة بأنها "تهريج" حيث أن هذا الإتحاد لا يعبر بأي حال من الأحوال عن المدونين، وأضاف ناجي أن التدوين ليست مهنة حتى يدَّعي أصحاب الفكرة بأن المدونون بعيدون عن المهنية الصحفية، كما أن المدونون لا يكسبون مالا من جراء تدويناتهم مثل الصحفيون، ورأى أن هذا الإتحاد إذا قام سوف يكون أداة لتحجيم حرية الرأي والتعبير التي تتمتع بها المدونات، وأكد ناجي على ضرورة دعم الأكاديميون للمدونين والمدونات في وضعها الحالي التي انتشرت وأخذت الشعبية من خلاله.

تحديد الأهداف .. أولا

وتختلف المدونة ولاء الشملول عن أقرانها من المدونين في تأييدها لإنشاء هذا الإتحاد، وتقول ولاء أنها تؤيد إنشاء الإتحاد لوضع حد للبذاءات والصور المخلة الموجودة على العديد من المدونات، واشترطت ولاء أن يتم تحديد أهداف ومعايير التي يقوم من اجلها هذا الإتحاد وان تكون هذه المعايير مفهومة وواضحة، مؤكدة على أن الكلمة مسؤولية وحرية التعبير لا تجعل المدون يفقد هذا الإحساس بالمسؤولية.

وأشارت ولاء إلى أن هذا الإتحاد يجب أن يبتعد عن أي جهات ضغط وان يقوم المدونون بوضع أطره ومعاييره بالتعاون مع الأكاديميين المتخصصين في المجال.

الأربعاء، 7 يناير 2009

الإنترنت .. الوجه الآخر لحرب غزة

إذا كانت هناك على ارض غزة حربا ضروسا تشتد رحاها يوما بعد آخر، فان على فضاء الإنترنت حربا أخرى لا تقل أبداً عن الحرب التي تدور على ارض المعركة.
فقد امتلأت مواقع الإنترنت العربية والإسلامية وخاصة موقع الفيس بوك والمدونات بالصور والتعليقات والتعقيبات والفيديوات والمجموعات(GROUPS) التي تساند المقاومة في غزة وتتعاطف معها.
فعلى المدونات تجد عبارات ( يسقط كل خائن..)، ( لازم تعيش المقاومة..)، ( ليفني كانت هنا ليه..)، ( افتحوا المعابر.. ) .. وعلى الفيس بوك تجد مجموعات عديدة أنشأت في سبيل نصرة المقاومة أو إدانة الموقف المصري بصفة خاصة أو الموقف العربي بصفة عامة.
والواضح أن ما يجري على الإنترنت الآن أعاد لنا ظاهرة الإعلام المقاوم الذي ينشط في وقت الحرب، لتجد العديد من المدونات والمجموعات داخل موقع الفيس بوك تمثل نموذج للقنوات الإعلامية التي تعبر عن اتجاهات معينة، وبمجرد بدأ الاعتداءات الصهيونية على غزة، ظهرت معها ردود الأفعال وتجاوب معها الجمهور من خلال تعليقاتهم للتعبير عما يدور في داخلهم تجاه الأوضاع في غزة سواء سياسيا أو إنسانيا.
كما أن الإعلام الصهيوني ليس بمنأى عن تلك الحرب الإعلامية، فقد لفتت الإنترنت اهتمام القيادة السياسية في إسرائيل خاصة وان الحكومة العبرية قد تعلمت الدرس بعد فشلها أثناء حرب لبنان من وضع رؤيتها وتوضيحها للجمهور، في محاولة منها لكسب تأييد وتعاطف الرأي العام العالمي مع الجيش الإسرائيلي.
إتجاهات مختلفة
وتنوعت الاتجاهات داخل المدونات ومجموعات الفيس بوك لنجد اتجاه يدين الموقف المصري ويؤيد تصريحات حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، وآخر يعترض على تلك التصريحات ويعتبرها مدعومة من إيران ، والبعض الآخر يدين الموقف العربي برمته، وأخر يدعو إلى الوحدة وعدم الفرقة في مواجهة العدو.
وقد أخذت تلك الاتجاهات أشكالا مختلفة للتعبير فمنهم من عبر بالصور أو الشعر وأخر بالفيديو أو كتابة مجرد تعليق وآخر بكتابة مقالات أو متابعة أخر أخبار المعركة أولا بأول.
المدونات هجوم ودعوات
على مدونة " بحبك يا مصر " نجد تدوينة تحت عنوان " حسبنا الله ونعم الوكيل" تهاجم السياسة المصرية تجاه أحداث غزة حيث تقول " إلى جهنم يا من تقف مع الصهاينة .. إلى جهنم يا من تصدرون الغاز والبترول إلى الصهاينة ليقتلوا بها أطفال غزه.. إلى جهنم يا من تغلقون معبر رفح في وجه الفلسطينيين .. إلى جهنم يا من تكبتون كل الحريات.. إلى جهنم ......... إلى جهنم".
أما مدونة " منال وعلاء " جاءت بتدوينة عنوانها "اشمعنى غزة" تنتقد فيها الموقف المصري من غلق المعابر مع غزة، وترى أن وقت الحرب يجب أن يتم فيه مساعدة الإخوان في غزة بعيدا عن أي قيود حدودية أو سياسية.
وبعض المدونات ذهبت إلى أبعد من ذلك وهو الخوف من عزل مصر عربيا وإسلاميا كرد فعل لموقف النظام المصري من الحرب على غزة، حيث جاءت مدونة " نحو التجديد" بتدوينة تحت عنوان "الشعب المصري قلق على سمعته العربية والإسلامية بسبب سياسات مبارك"، عبر المدون فيها عن قلقه من احتمالات مواجهة حالة من العزلة من جانب بلدان العالمين العربي والإسلامي خلال المرحلة القادمة.
وجاءت مدونة " بنت القمر" بتدوينة تحمل عنوان " كلمتي لمن؟"، تنتقد فيها أسلوب المسكنات التي تتخذها النظم العربية حيال أي قضية قومية قائلة " كأن الأمر سياط من الألم نتلقاها وحين نستوعبها ويهدأ صراخنا قليلا نستعد لتلقي أسواطاً جديدة وجميع المسكنات جاهزة وجميع الفضائيات مستعدة وجميع الأوبريتات موجودة فلا جديد إذن فلمن أقول كلمتي).
وقامت بعض المدونات بالهجوم على الموقف العربي داعية أهل غزة إلى الاعتماد على أنفسهم في مقاومة الاحتلال وعدم انتظار حلول مصرية أو عربية، حيث جاءت مدونة " الحاج شاكر.. وأولاده" بتدوينة عنوانها "مجزرة غزة" قالت فيها (مصر أصبحت ضعيفة و للعرب أيدي قذرة في عملية الإضعاف هذه، فلا تنتظروا العون من شقيقتكم الكبرى فهي على فراش المرض و أنتم تخليتم عنها قبل أن تتخلى عنكم ) كما هاجمت المدونة حركة فتح واتهمتها بالتآمر والمشاركة في العدوان حيث قالت (إن حقد فتح على حماس دفعها للاشتراك في المجزرة على حساب الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة و ذلك عقابا لهم لدعمهم و اختيارهم لحكومة حماس).
التعبير بالصور
بعض المدونات قامت بنشر صور وفظائع الاعتداءات الصهيونية على غزة والتي تعبر عن همجية القصف الذي لم يفرق بين رجل أو امرأة، طفل أو شيخ، حيث نشرت مدونة "ابن ناصر" مجموعة من الصور التي تعبر عن وحشية المحتل تحت عنوان (غزة من الحصار .. للتدمير الشامل).
ونشرت مدونة " أنا إخوان " فيديو مصور لإحدى المظاهرات في العريش تندد بالسياسة المصرية تجاه الحرب على غزة.
أما مدونة " الصحفي المصري احمد دسوقي " فقد تعاملت مع الحدث عن طريق الحوار الذاتي فقد جاءت بتدوينة تحمل عنوان " سين وجيم في مأساة غزة "، قامت فيها بطرح أسئلة متنوعة يسألها رجل الشارع العادي لنفسه ويقوم بالرد على تلك الأسئلة من وجهة نظره.
إنتفاضة الفيس بوك
ونشطت المجموعات على الفيس بوك بمجرد قيام القوات الإسرائيلية بالاعتداء على غزة لتجد لها مكانا داخل هذه الحرب الإفتراضية ، فنجد جروب " كلنا غزة أرض العزة"، والذي ضم ضمن أفراده مشتركين غير عرب، كما أن القائمون على ذلك الجروب يقومون بالإعلان عن تبرعات للمتضررين في غزة، كما يقومون بترجمة الأحداث والأخبار إلى أكثر من لغة في خطوة لإيصال صوتهم إلى اكبر قاعدة عريضة من الجمهور.
كما نجد جروب (غزة لن تركع .. حماس لن تستسلم) ، وهناك جروب (غزة في قلوبنا) للتعبير عن التضامن المعنوي مع شعب غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.
وهناك جروب (Free Palestine) أو فلسطين الحرة والذي وصل عدد أعضاءه إلى 61776 عضوا، كما أن هناك جروبات أنشئت لمواجهة الدعاية الصهيونية مثل جروب (we all with gaza) ضد الجروب الإسرائيلي المسيء لغزة isrealian group against.
وهناك مجموعات للتضامن مع أهل غزة مثل (معا ضد العدوان الصهيوني على غزة )، و( أنا ادعم غزة دم واحد)، و ( حملة مناصرة أهل غزة )، و ( أوقفوا العدوان على غزة)
كما نجد من يهاجم الموقف المصري تجاه الأحداث في غزة مثل جروب (نريد أكثر من 50.000 مشارك عربي للمطالبة لإسقاط نظام مصر .. لأجل غزة) والذي وصل عدد أعضاءه إلى 6364 مشترك، وجروب (يا مصر يا أمة الدنيا أليست غزة من الدنيا)، وجروب (شكرا يا مصر .. هديتك وصلت لأطفال غزة) ويؤكد هذا الجروب أن العدوان الإسرائيلي تم تحت غطاء مصري.
وهناك مجموعات تهاجم الموقف العربي برمته مثل جروب بعنوان ( غزة تذبح بسكين عربية وارض صهيونية) وآخر بعنوان (لا للعدوان على غزة .. أين أنتم يا عرب؟) و ( أفيقوا يا عرب .. غزة تحترق)، و (تضامنوا.. دماء أطفالها ينزف .. إنها غزة .. عار عليكم يا حكام العرب) وغيرها.
ومن صور التضامن قيام عدد من مشتركي الـ "فيس بوك" بتغيير صورة الملف الشخصي إلى إشارة سوداء خصصت للحداد على ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، هذه الصورة مكتوب عليها كلنا غزة أو فلسطين وغيرها من الصور المعبرة.
وعلى الجانب الآخر هناك مجموعات تهاجم حركة حماس الفلسطينية مثل جروب (عفوا غزة .. أنا لست متضامن) والذي وصل عدد أعضاءه إلى 3452 عضو وفكرة هذا الجروب قائمة على أن التبرعات التي تذهب إلى غزة أولى بها فقراء يعيشون على أرض مصر.
مظاهرات الكترونية
ولم تخلو مجموعات الفيس بوك من دعوات المظاهرات فهناك مجموعة باسم (أكبر تظاهرة إلكترونية باسم المنتديات العربية تضامنًا مع غزة)، وتقول المجموعة "كنوع من أنواع التعبير الشعبي الحرّ وبوسائل الإعلام المتاحة بأيدينا , بصوت واحد نعلن باسم المنتديات والمدونين العرب وكل حرّ عن :تضامن الجوع، وتضامن الدم، تضامن الألم، وتضامن الأمل".
وتجد على الفيس بوك صور وفيديوات للمذابح الإسرائيلية في غزة وذلك لفضح جرائم الحرب الصهيونية على غزة وكسب التعاطف العالمي، كما نجد على الـ Statues Ubdates تدوينات مصغرة تعبر عن مشاعر "مواطني الفيس بوك " تجاه أهل غزة.
فنجد من يكتب (صبرا يا أهل غزه فإن موعدكم الجنة)، (أمى فلسطين لا تأسي ولا تهني إنَّا سنفديك من شيب وشبان)، (واترك حماس ترد كالزلزال)، (يا الله .. يا الله .. رحماك بأهلنا في غزة)، وغيرها من عبارات التضامن مع أهل غزة.
اليوتيوب إعلام مضاد
وفي محاولة منها لإقناع العالم بمشروعية غاراتها على حماس ولكسب تعاطف المجتمع الدولي، قامت إسرائيل بنقل معاركها في غزة إلى موقع "اليوتيوب"، ذلك الموقع المخصص لعرض تسجيلات الفيديو، حيث افتتحت إسرائيل قناة خاصة لإذاعة وعرض صور الغارات التي تقوم بها طائرات القوات الإسرائيلية على ارض غزة، لتبرير غاراتها على غزة بأنها تستهدف عناصر حماس فقط.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي "أن تل أبيب تريد استخدام القناة من اجل إيصال رسالتها إلى العالم من خلال صور حصرية تظهر نجاح عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة".
وتقوم القناة الإسرائيلية ببث صوراً باللونين الأبيض والأسود للطائرات حيال قيامها بضرب الأهداف التي تزعم إسرائيل أنها "أنفاق إرهابية للتهريب" أو "مجموعات إرهابية حمساوية" كما تظهر فيه تسجيلات بالألوان لما وصفت بأنها "شاحنات إسرائيلية تنقل مساعدات لغزة."
ولم تكتفي إسرائيل باستخدام اليوتيوب فقط، وإنما قامت القنصلية الإسرائيلية في نيويورك بإنشاء موقع لتقديم الأخبار، هذا الموقع يوفر المعلومات عبر الإنترنت لمن يريد أن يستفسر عن أي شئ بشأن حرب غزة، ففي تصريح سابق لشبكة CNN قال الناطق باسم القنصلية الإسرائيلية في نيويورك: "لقد رأينا أن هناك الكثير من الجدل حول الوضع في غزة، ونحن نرغب في عرض وجهة نظرنا."
ومع استمرار الاعتداءات الصهيونية وتنوعها وخاصة مع التوغل البري الإسرائيلي لغزة ، فلا احد يستطيع التنبؤ بمدى تأثير الإنترنت في الأيام القادمة فيما يتعلق بالشحن الجماهيري سواءاً إيجاباً أو سلبا أو حتى يمكن الوصول إلى أبعد من ذلك ويكون لها دوراً في التأثير على القرار السياسي.