السبت، 24 يوليو 2010

الشبكات الاجتماعية العربية .. نظرة تقييمية

حسين فاروق

المصدر: شبكة الألوكة الثقافية

لفتَتْ مواقعُ الشبكات الاجتماعية (social networking) أنظارَ الكثير من الشباب في جميع أنحاء العالَم بصِفة عامَّة، وفي الوطن العربي على وجه الخُصوص، وجذبَتِ انتباهَ العديد من الفِئات على كافَّة ومختلف المستويات السياسيَّة والاجتماعية والاقتصادية، وحتى الرياضية، وخاصَّة مع وجود عددٍ من الشبكات التي تُقدّم محتوياتها بالعديد مِن اللغات، مثل موقع (الفيس بوك)، الذي قام بترجمةِ محتواه إلى العديد مِن اللغات.

وقد أدَّى ذلك إلى وجودِ نوْع من الاهتمام مِن جانب المتابعين والمهتمِّين بمواقع التشبيك الاجتماعي، والمطوِّرين في عالَمنا العربي، وعمَدُوا إلى إنتاج مواقع شبكات اجتماعية عربية، ولكنَّها في حقيقة الأمر لا ترْتقي لمنافسةِ الشبكات الاجتماعية الكُبرى، من حيثُ الخِدْمات والتقنية العالية، التي تتمتَّع بها العديدُ من الشبكات الاجتماعية العالمية، مثل: (تويتر)، و(فيس بوك)، و(ماي سبيس)، و(لينكد إن)، وغيرها من المواقع التشبيكيَّة، وفي هذا الصَّدد سوف نُشير إلى عدد من التجارِب العربية في مواقع الشبكات الاجتماعية، مع نظرة عامة لكيفيَّة تنمية وتطوير تلك التجارِب.
أولاً: ما هي الشبكات الاجتماعية؟

بداية يجب أن نُوضِّح الفارق بيْن مفهوم مواقع الشبكات الاجتماعية (social networks)، مثل (فيس بوك) و(تويتر) و(ماي سبيس)، وعلامات تداول المواقِع social bookmarking))، أو المعروفة باسم المفضلات الاجتماعية، مثل: (ديج) (digg)، و(ديلشيوس) (delicious).

فالشبكات الاجتماعية عبارةٌ عن مواقع (ويب) تقدِّم مجموعة من الخِدْمات للمستخدمين، مثل: المحادثة الفورية، والرسائل الخاصة، والبريد الإلكتروني، والفيديو، والتدوين، ومشاركة الملفَّات، وغيرها من الخِدْمات، وقد أحدثت تغيُّرًا كبيرًا في كيفية الاتِّصال والتواصل والمشاركة بيْن الأشخاص والمجتمعات، وتبادُل المعلومات، ومِن أشهر الشبكات الاجتماعية الموجودة حاليًّا: (فيس بوك)، و(ماي سبيس)، و(تويتر) و(هاي فايف) و(أوركت).

أما "علامات تداول المواقع"، أو المفضلات الاجتماعية - كما يحلو للبعض أن يُطلِق عليها - فهي عبارةٌ عن مواقعَ وظيفيَّة، تعمل بغرَض تمكين المستخدم من ترشيح ونشْر ومشاركة محتوى عبرَ (الإنترنت)، أو جزء منه، سواء كان ذلك المحتوى نصًّا، أو صورة أو فيديو، مِن خلال إضافة الوصلات أو الرَّوابط التي تشتمل على هذا المحتوى، وإضافتها إلى تلك المواقِع.

وعلى ذلك فمواقع علامات التداول هي مواقعُ وظيفيَّةٌ تهدف إلى نشْر وربْط محتوى، وليس إلى تشبيك أفراد، أو تكوين شبكة اجتماعيَّة للأفراد، بينما تقوم مواقِع التشبيك الاجتماعي بهاتَين العمليتين: تشبيك الأفراد، وربْط ومشاركة المحتوى مع الآخرين.

ثانيًا: نماذج من الشبكات الاجتماعية، ومواقع علامات التداول العربية:

أ- مواقع الشبكات الاجتماعية:

قد لا يعلم البعضُ من مستخدمي (الإنترنت) العرب عن وجود شبكات اجتماعيَّة عربيَّة موجودة بالفِعْل، والبعض الآخَر قد يكون سمِع عن وجودها إلا أنَّه لم يستخدمْها قط، أو يشترك فيها، وعلى الرغم مِن وجودها إلاَّ أنَّها لم ترْتقِ تقنيًّا أو فنيًّا لمستوى الشبكات الاجتماعية العالمية، ومِن أمثلة تلك المواقع.

1- موقع " أصحاب مكتوب":

مِن أشهر الشبكات الاجتماعية العربية موقِع (أصحاب مكتوب.كوم)، (as7ab.maktoob.com)، وهي خِدمة التشبيك الاجتماعي المقدَّمة من الموقع العربي الشهير "مكتوب"، والذي تمَّ الاستحواذ عليه مِن قبل شركة "ياهو" في أغسطس 2009، وقد ساعَد هذا على إتاحة العديدِ من الأدوات والخِدْمات باللغة العربية.

وموقع "أصحاب مكتوب" هو موقِعٌ اجتماعي، يعمل على تقديم خِدْمات، مثل: البحث عن أصحاب، وتكوين صَداقات، ورفْع ملفَّات الفيديو والصور، ومشاركتها مع الأصدقاء، وإنشاء المجموعات، والمشاركة في الأحاديث مِن خلال نماذجَ معينة، وتصميم نوافذَ خاصَّة بكلِّ عضو، بها لمحة مختصَرة عنه، بالإضافة إلى إمكانية إنْشاء تطبيقات خاصَّة، تتوافق مع احتياجات الأعضاء، والتي يُمكن أن يُغيِّرها أو يعدِّلها في أي وقت.

ويضمُّ الموقع 600 ألف مستخدِم عربي حسبَ ما يذكره الموقع على صفحته الرئيسة، وحصَل على جائزتين، هما: "أفضل موقع عربي"، و"الجائزة الذهبية لأفْضل موقِع اجتماعي"، وذلك خلالَ حفل توزيع جوائز "بان آراب ويب أواردز 2008".

2- موقع "وَت وِت":

موقع "وت وت" (watwet.com):هو شبكةٌ اجتماعية للتدوين المصغر "Micro Blogging"، وهو موقع عربي أُردني، أطلق في نهاية عام 2007 من خلال شَركة Toot Corp صاحِبة موقع (تووت) للمدونات العربية.

والموقع يُشبه كثيرًا في نظامه وآلية عمله موقعَ (تويتر) الشهير (Twitte)، فعدد حروف إرسال الرسائل - أو "الوتوتة"، كما يُطلِق عليها الموقع - 140 حرْف مثل (تويتر)، كما أن الصفحة العامة التي تجمع كلَّ مستخدمي الموقع تُشبه تلك الموجودة على موقع (تويتر)، وحتى شكل الشِّعار عند "وت وت" يُشبه إلى حدٍّ ما شعارَ (تويتر)، بالإضافة إلى شكل التصميم، وطريقة التحكُّم في أوضاع وخصوصية حسابك داخلَ صفحتك، ومع أقرانك من المستخدِمين.

كما يتميَّز موقع "وت وت" بدعْمِه خاصيةَ إرسال واستقبال التدوينات المصغَّرة عبر الموبايل، باستخدام الرسائل القصيرة “SMS”.

3- موقع مصر بوك:

(مصر بوك) "msrbook.com": هو موقِع أطلقه شابٌّ مصري يُدعَى "محمد ناجي"؛ ليكون منافسًا لموقع (فيس بوك) الشهير، وتقوم فكرة الموقِع على تجميع المصريِّين في كلِّ أنحاء العالَم في مكان واحد على (الإنترنت) من خلال تكوين أوَّل وأكبر شبكة اجتماعية للمصريِّين، ويعمل الموقِع بنفس فكرة موقع (فيس بوك) في إضافة الأصدقاء، ومشاركة الملفَّات والمعلومات، والمجموعات مع الأصدقاء، كما يُوفِّر الموقع خِدماتٍ أخرى، مثل: خدمة "شغَّلْني شكرًا"، وهي خدمة مزدوجة لأصحاب العمل؛ لطَرْح وظائفهم الخالية، وكذلك للباحِثين عن العمل والوظيفة المناسِبة، بالإضافة إلى خِدمة "كرة لكلِّ عشاق الكرة"، وهي خاصَّة بالمهتمين بالأنشطة الكُروية.

4- موقع جيران:

برز الموقع الإلكتروني (جيران) (Jeeran.com) كأحدِ أهم المجتمعات الإلكترونية، والتي تُشكِّل شبكةً اجتماعية عربيَّة في عالَم (الإنترنت)، وقد أطلق الموقع في عام 2000 لبناء مجتمع يضمُّ عددًا من المستخدمين، الذين يقدِّمون محتواهم ويشاركون به مع أقرانهم.

ويوفِّر الموقع عددًا من الخِدْمات، مثل: إنشاء المدونات الشخصية، والمواقع الإلكترونية، وتحميل الملفَّات والصور، ومشاركتها مع الأصدقاء على شبكة (جيران).

5- موقع مكة دوت كوم:

موقع (مكة) (Mecca.com): هو أوَّل شبكة اجتماعية تهدف لخِدمة الشباب المسلِم حولَ العالَم، وتعمل على إيجاد أرضية مشتركة للتواصُل وتبادل الأخبار، سواء على المستوى الشخصي أو المهني بيْن مجتمع الشباب المسلِم، ويُعتبَر الموقع نفسه حائطَ صدٍّ ضد الحملات التي تشنُّها مواقع الشبكات الاجتماعية الأخرى، مثل: (الفيس بوك facebook)، و(ماي سبيس my space)، والتي لا تتوافق مع القِيَم الإسلامية.

6- موقع فرينداوي:

(فرينداوي) (friendawy.com): هو شبكةٌ اجتماعية عربية، يُقدِّم خِدماتٍ متعددةً، كتلك التي يُقدمها أيُّ موقع تشبيك اجتماعي مِن تواصل واتصال، وتشبيك بيْن الأعضاء، وإنشاء مدوَّنات ومجموعات، ومشاركة الصور والملفات.

7- موقع إكبس:

(موقع إكبس) (ikbis.com) هو موقِع اجتماعي عربي، يعمل على تبادل وتحميل، ومشاركة وعرْض مقاطع الفيديو، والتي يتم تحميلها من قِبل الأعضاء أو المستخدِمين، ويعتبر من أقوى المواقع الاجتماعية العربية في نشْر وتحميل ومشاركة الفيديوهات، كما أنَّه أفْضل بديل عربي لموقع (يوتيوب) العالمي.

8- شبكة عرَب كرنش نت:

(شبكة عرب كرنش) (arabcrunch.net): شبكة اجتماعية تقنية متخصِّصة، تضمُّ بين أعضائها التقنيِّين، وأصحابَ الريادة من المستخدِمين العرب، وهي بذلك تقدِّم خدمة في دعْم الإبداع من خلال ربْط وتشبيك الرياديين من الوطن العربي لدَيْها عبرَ الموقع الاجتماعي.

9- اليوتيوب النقي:

(اليوتيوب النقي) (naqatube.com): موقع عربي، يعمل على نشْر ومشاركة مقاطعِ الفيديو الخالية مِن المحاذير الشرعيَّة بيْن أعضائها، مكونًا شبكة اجتماعية عربية (مجتمع نقاء) لمشاهدة الفيديوهات المحمَّلة من قِبل الأعضاء، وهو يقوم بجلْب مقاطع الفيديو من موقع (يوتيوب) نفسه، معتبرًا نفسه بديلاً شرعيًّا عن موقع (يوتيوب) العالمي.

ب- مواقع علامات التداول:

1- موقع إفلق:

موقع (إفلق) (www.efleg.com): هو موقِع اجتماعي لترشيح وتشارُك الأخبار من خلال قيام المستخدِمين باختيار أفْضل الأخبار، والتصويت عليها ونشْرها، أو نقْلها للصفحة الرئيسة، كما يمكن للمستخدِم ربْطُ موقعه أو مدونته من خلالِ إضافة معيَّنة يوفِّرها الموقع؛ لتمكينِ الزُّوَّار من التصويت على موضوعك.

2- موقع حفار:

موقع (حفار) (www.hffar.com): يقوم الموقع باستحضار آخِرِ تحديثات المدوَّنات العربية الشهيرة أو المعروفة مِن موضوعات، وترتيبها طبقًا للتصويت عليها من قِبل المستخدمين، مما يوفِّر على المستخدِم عناءَ البحث وزيارة المدونات.

3- موقع خبّر:

موقع (خبّر) (www.khabbr.com): يُتيح موقِع (خبر) للمستخدم إضافةَ الوصلات التي يختارها المستخدِم، ويقوم بعرْض محتويات (الإنترنت) للمستخدِمين في الموقع - سواء أكانت نصًّا كالمقالات في المواقِع، أو صورة أو فيديو - الذين يقومون بالتصويت عليها، واختيار أفضلها في المقدِّمة.

4- موقع ضربت:

شبكة (ضربت) (www.darabet.com): هو موقِع اجتماعي لتجميع ومشاركة، وحفْظ الأخبار التي يُفضِّلها المستخدم، ويضيفها الموقع، حيث يتمُّ التصويت عليها مِن قبل باقي المستخدِمين، ويقوم بتصميم وإدارة الموقِع وتسويقه عددٌ من الشباب الأكاديمي العربي مِن مختلف أرْجاء الوطن العربي، ومتخصصون في عدَّة مجالات، مثل: التسويق والإدارة، والتصميم والبرمجة.

ويُعتبر الموقِع من أفضل المواقِع التي تُتيح الاطلاعَ على أخبار وموضوعات متنوِّعة، سياسية واقتصادية وترفيهية... إلخ، ويُتيح للمستخدمين المناقشةَ والتعليق على تلك الموضوعات، بالإضافة إلى إمكانية بِناء العلاقات والتواصُل بيْن مستخدمي الموقِع ذوي الاهتمامات المتشابِهة.

5- موقع أضفني:

موقع (أضفني) www.adifni.com)): هو موقِع اجتماعي يقدِّم خدمةَ حفْظ وتنظيم المفضلات (أون لاين)، ويقوم المستخدِم من خلاله بحفْظ مفضلاته في الموقع، واستحضارها (أون لاين).

6- موقع إفحت:

موقع (إفحت) (www.ef7at.com): هو موقع اجتماعي، يعمل على إبْراز أفضلِ الموضوعات داخلَ المدونات من مقالات وأخبار وتدوينات... إلخ، وفي الوقت نفسِه يقوم بإزالة، أو "ردم" أي محتوى يتنافَى مع تعاليم الإسلام، أو لا يحترم عقليةَ المستخدِم، ويتم ذلك من خلال تصويت المستخدِمين على تلك الموادِّ المضافة إلى الموقع، بما يُمكِّن المحتوى القوي المنتقَى من الظهور في المراتب الأولى، وتحقيق الاستفادة للمستخدِم بالاطلاع عليه وقراءته.

7- موقع المرقاب:

موقع (المرقاب) ((www.mkb.ma: يُتيح لك إضافةَ روابطَ لموضوعات منشورة على (الإنترنت)، سواء كانت أخبارًا أم مقالات، ومشاركتها مع الآخَرين، وترتيبها طبقًا لتصويت المستخدِمين لها.

8- موقع قول قال:

موقع (قول قال) (www.qulqal.com): هو موقِع اجتماعي عربي، يسْمح للمستخدِمين بإضافة روابطَ للموضوعات والأخبار، والوسائط المتعدِّدة، ويتمُّ التصويت عليها من قِبل المستخدمين، دون تدخُّل من إدارة الشبكة.

ثالثًا: نظرة تقييميَّة:

نَستنتج من ذلك أنَّ هناك شبكاتٍ اجتماعيةً عربية يستخدمها المستخدِم العربي، ويتفاعل معها، ولكن في الوقت نفسه هذه الشبكات لا ترْتقي إلى المنافسة العالَمية، أو على الأقل الاقْتراب من المنافسة، فمُعظم هذه الشبكات نِطاقها محلِّي، أو إقليمي على الأكثر، ولا تضع في أجندتها أيَّ تخطيط للانتشار أو التوسُّع على المستوى العالمي، ومنافسة مواقِع الشبكات العالَمية، مثل: (تويتر) و(الفيس بوك).

ومِن جِهة أخرى - وعلى المستوى الإقليمي - فإنَّ المستخدمين العَرَب مِن الشباب لهم احتياجاتٌ يجب أن تُدركَها وتوفِّرها تلك المواقع، فاستخدام الشباب العربي لشبكات عالَميَّة - كما ذكرنا - وما تُقدِّمه تلك الشبكات مِن خدمات وتطبيقات، يجعل مجرَّد تجرِبة أو استخدام أيِّ موقع اجتماعي آخَرَ أمرًا صعبًا، إلا إذا توافر عددٌ من المقوِّمات الفنية، أو الخِدْمات والأفكار الإيجابية على المستويين: الاجتماعي والثقافي، والتقني والخدمي، والتي يمكن مِن خلالها أن يداوم المستخدِمُ العربي على استخدام مواقِع الشبكات العربية.

بالإضافة إلى ذلك فإنَّ عددًا من هذه المواقِع الاجتماعية العربية فقَدتْ سلطة الرقابة على جودة المحتوى المعروض - شكلاً ومضمونًا - فكما وجدْنا أنه على المستوى العربي يُوجَد عددٌ من مواقع الشبكات الاجتماعية، ولكنَّها فقيرة تقنيًّا وتكنولوجيًّا؛ مما يجعل المستخدِمَ العربي لا يتفاعل معها، ويتوجَّه إلى الشبكات العالمية ذات الجَوْدة والتقنية العالية.

والشبكات الاجتماعية بصِفة عامَّة أصبحتْ ذات تأثيرٍ كبير في عالَم التسويق عبرَ (الإنترنت)، وكذلك أصْبح لها مكانةٌ كبيرة في الوضْع الإعلامي الجديد، فالآنية الإعلاميَّة، وسرْعة نشْر الخبر، وانتشاره بيْن أكبر عددٍ ممكن من المستخدمين والمتابعين، وبطريقة متعدِّدة الاتجاهات، جعلتْ من الضروري للمواقع الاجتماعية العربية أن تستثمرَ الفُرص التسويقيَّة والإعلانية، التي يمكن أن تكون مصادرَ تمويلٍ لها، وفي الوقت نفسه يجب أن تستحوذَ على اهتمام الشباب العربي، الذي يجد في الشبكات الاجتماعية متنفسًا للتعبير عن رأيه، والتواصُل مع أقرانه ممن يشتركون معه في الاهتماماتِ نفسِها.

ومِن الملاحَظ أنَّ معظم الشبكات الاجتماعية العربية لا تدعم مواقعَها بلُغات أخرى غير العربية، مما يُحجِّم مِن انتشار تلك المواقِع على المستوى العالمي، ويُقلِّل من فُرص استخدام علامات تداول المواقِع العربية للتسويق للمواقع الأجنبية على (الإنترنت) بجانب العربية.

والشاهد أنَّ الشبكات الاجتماعية العربية لا تَسْعى إلى الحُصول على الشُّهْرة العالمية، ولا تحاول أن تطوِّر مِن نفسها، على عكس نظيرتها العالمية التي تَسْعَى إلى إنتاج تطبيقات وخِدْمات جديدة، وتعمل على توفير واجهات ورسوميات متطوِّرة أفْضل وأسهل في الاستخدام، فنجد مثلاً موقع مثل (الفيس بوك) (Facebook) يقوم بعقْد اتفاقية مع شركة أدوب (Adobe)؛ للحصول على المزيد مِن تطبيقات الفلاش (Flash)، والتي سوف تقوم الشركة بتطويرها، وذلك وَفقًا لما تَمَّ الاتفاق عليه من الطرفَين.

بشكل عام؛ يلاحظ ضعْف إقبال المستخدِم العربي نحوَ استخدام الشبكات الاجتماعية العربية، مقارنة بنظيرتها العالمية، وقد يكون ذلك إمَّا لقلَّة المستخدمين لشبكة (الإنترنت) في الوطن العربي، مقارنة بالمستخدِمين في الخارج؛ ولقناعة المستخدِم بقلة المحتوى العربي القَيِّم ذي الجودة العالية، أو لعدم وجود خِدْمات وتطبيقات داخلَ تلك الموقع تستطيع منافسةَ المواقع العالمية بها، وقد يذهب آخرون إلى أنَّ عامل اللُّغة قد يكون السببَ في ذلك؛ حيث توجد أفكار مُبدِعة، ولكن يتمُّ تنفيذها باللغة الأجنبية، وليس العربية.

على أيَّة حال، لا بدَّ من حثِّ رجال الأعمال على توفير المساعدة والدعْم المادي لمشاريع الويب، وإنشاء المواقِع والشبكات والبوَّابات، والاهتمام بصيانتها وتطويرها، وإيجاد تطبيقات وخِدْمات تستطيع من خلالها المنافسةَ عالميًّا في مجال (الإنترنت) الجديدة، وإيجاد وعْي لديهم بأهمية الشبكات الاجتماعية، ومشروعات الويب الضخْمة؛ لأنَّها مستقبلُ الإعلام الجديد، ولا مانع من أن تكون تلك المشاريع عربيةً أو إسلامية، بغرَض مواجهة الثقافات الدخيلة على شعوبنا، ولعرْض مشاريعنا الثقافية على الآخر، والتحوُّل من مجرَّد مستهلكين لتلك الأدوات الجديدة إلى منتجين ومُطوِّرين لها، وعدم الوقوف موقفَ المتفرِّج من هذه الهجمات الثقافية الشرِسة.

المراجع:

1- ويكيبيديا الموسوعة الحرَّة: مادة الشبكات الاجتماعية: متاح على الرابط التالي:

http://en.wikipedia.org/wiki/Social_network

2- وسام فؤاد، "علامات تداول المواقع.. المفهوم والتطوير والوظيفة"، موقع إسلام (أون لاين)، للاطلاع الرابط التالي: http://bit.ly/9QBPhm

3- ويكيبيديا الموسوعة الحرَّة: مادة موقع مكتوب: على الرابط التالي: http://bit.ly/cBHqVU

4- البوَّابة العربية للأخبار التقنية، أصحاب مكتوب.كوم يفوز بجائزة "أفضل موقع عربي"، و"الجائزة الذهبية لأفضل موقع اجتماعي"، متاح على:

http://www.aitnews.com/news/2547.html

5- الموقع الالكتروني لجريدة الغد الأردنية، "شبكة "جيران"، بوَّابة تواصل مع الأجيال العربية"، متاح على الرابط التالي:

http://www.alghad.com/index.php?news=183803

6- جريدة الجمهورية اليمنية، "Mecca.com"، موقع إلكتروني اجتماعي جديد، موجَّه للشباب المسلِم ينطلق رسميًّا"، متاح على:

http://www.algomhoriah.net/newsweekarticle.php?sid=66780

8- هشام صادق، "الشبكات الاجتماعية العربية على الواب"، موقع بوابتي، متاح على: http://bit.ly/aEfAuN

9- هند الخليفة، "ست شبكات اجتماعية عربية لترشيح المحتوى ونشْر الأخبار"، جريدة الرياض السعودية، متوافر على الرابط التالي: http://www.alriyadh.com/2007/08/13/article272177.print

10- حنان الحيدري، "سلبيات وايجابيات مواقع التعارف الاجتماعي، موقع أخبار الآن، متاح على: http://bit.ly/c7MYky

11- وليد آسندر، "20 شبكة اجتماعية عربية قد لا تعرفها"، موقع عرب كرنش، متاح على: http://bit.ly/cU0F5h

12- طارق أنكاي، "الإنترنت - حلقة وصْل قرَّبت المسافات بيْن المهاجرين وأوطانهم"، موقع دويتشه فيله، متوافِر على الرابط التالي:

http://www.dw-world.de/dw/article/0،، 3710440، 00.html

13- الشبكات الاجتماعية على الويب، ورقة منشورة على الرابط التالي:

http://docs.google.com/Doc?id=dhfqhj7k_17d2c66ncb

الاثنين، 30 نوفمبر 2009

مؤتمر «تكنولوجيا التسويق»: الكشف عن جهاز يقيس شعور المستهلكين عند الشراء


مارتن ليند ستروم

اعتبر عدد من الخبراء العالميين أن مصر سوق واعدة وتربة صالحة للتسويق، مقارنة بغيرها من الدول فى منطقة الشرق الأوسط، وتوقع الخبراء بمؤتمر «تكنولوجيا التسويق.. قفزة نحو المستقبل»، الذى نظمته مؤسسة نيلسن العالمية للأبحاث التسويقية للعام الثانى على التوالى بالقاهرة، نمو القطاع التسويقى بمصر فى السنوات القادمة وجذب مزيد من المستثمرين للاهتمام بالقطاع التسويقى.

واستعرض «مارتن ليند ستروم» أحد خبراء التسويق فى العالم ورئيس مجلس إدارة مؤسسة Buyology خلال مشاركته بالمؤتمر، تجربته الجديدة فى البحث عن دوافع الشراء لدى المستهلك وقياس انفعالاته وشعوره عند الشراء وردود الأفعال غير الإرادية تجاه بعض المنتجات والماركات العالمية والمحلية،

وذلك من خلال جهاز جديد كشف عنه «ليند ستروم» يربط بين التقنيات التكنولوجية المتطورة وعلم الأعصاب من خلال وجود مسح كهربائى لمخ الإنسان لقياس درجات الانتباه وقوة الذاكرة والارتباط العاطفى بالمنتج والعلامة التجارية، وبعدها يقوم الجهاز بالتقاط تلك الموجات التى يصدرها العقل البشرى فى غضون جزء من ألف جزء من الثانية، ويتم تحليلها للتعرف على ردود الأفعال غير الواعية للمستهلكين بدقة بالغة.

وتناول د.أ.ك براديب، رئيس مجلس إدارة شركة Neuro Focus العوامل المؤثرة فى التسويق، كشكل المنتج وملمسه، وطريقة ومكان عرضه، ونوع الماركة.

وأشاد «بايوش ماثور»، مدير شركة نيلسن بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بإعلان تامر حسنى الذى تظهر فيه الفتاة تتحدث مع أصدقائها على الإنترنت من خلال الكمبيوتر ثم تتحدث فى هاتفها المحمول، مشيراً إلى استغلال كل الوسائل التكنولوجية فى الإعلان.

كما أعلن ماثور أن ١.٣ مليون مصرى يدخلون تحت عباءة المستخدمين سنوياً مما يدل على خبرة الشركات المصرية الكبرى بفن التسويق وجذب مستهلكين جدد.

منقول من جريدة المصري اليوم بتاريخ 1/12/2009

تكنولوجيا خطيرة اسمها «قراءة العقل»

ما الذى تفكر فيه.. ما الذكرى التى تحاول استعادتها الآن؟

لا تعتقد أنك الوحيد الذى يستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة!..

فمن خلال الجمع بين ماسحات المخ «brain scans» وبرنامج الكشف عن النمط «pattern-detection software»،

يتمكن علماء الأعصاب من التحديق من خلال نافذة مفتوحة على العقل البشرى، وبالتالى التعرف على أفكارك.

وفى اجتماع لجمعية علم الأعصاب فى شيكاغو، قدم جاك غالانت، أستاذ علم الأعصاب فى جامعة كاليفورنيا فى بيركلى،

واحدة من النتائج المثيرة للاعجاب، حيث تمكن هو وزميله شينجى نيشيموتو

من استنساخ مقطع لفيلم كان يشاهده فرد ما من خلال عرض نشاط دماغه،

وادعى باحثون آخرون فى الاجتماع ذاته أن من خلال فك شفرة الأعصاب يمكن قراءة الذكريات

والخطط المستقبلية، وكذلك تشخيص اضطرابات الأكل.

منقول جريدة المصري اليوم بتاريخ 1/12/2009

الاثنين، 11 مايو 2009

إدارة خدمة التعليقات على المواقع الالكترونية.. نهاية دور المستخدم الكومبارس

حسين فاروق


تعتبر إتاحة التعليقات على المواقع الالكترونية من الخدمات المهمة في تحقيق عنصر التفاعلية بين الموقع والمستخدم، ووجه من أوجه حرية التعبير التي لا بد من أن تكون متاحة وميسرة في أي موقع الكتروني يريد تحقيق التواصل مع جمهوره، وفي ظل عصر الانترنت الجديدة الذي يعيشه ويتعايش معه كلا من مستخدمين الانترنت والمواقع الالكترونية .

من هنا جاء الاهتمام بخدمة التعليقات وما تتيحه من دينامكية للمحتوى الأصلي المكتوب، إلى الحد الذي يمكن اعتباره مكملا للمحتوى الأصلي للمادة، بل وصل الاهتمام مداه إلى اعتباره محتوى جديدا لا يقل أهمية عن المحتوى الأصلي المنشور.

وتواجه العديد من المواقع الالكترونية -وبصفة الخاصة المواقع العربية- العديد من الصعوبات فيما يتعلق بخدمة التعليقات، فهي تريد تحقيق عنصر التفاعلية بينها وبين المستخدم وتريد أن تصل هذه التفاعلية إلى مداها البعيد من خلال إتاحة حرية التعبير على ما ينشر من موضوعات، ولكن في نفس الوقت ترى انه لا بد من التزام القارئ بآداب الرد ، ومحاولة إضافة تعليق موضوعي بعيدا عن الإسفاف والتحيز.

انتهاء دور الكومبارس

إن الحالة الإعلامية الجديدة التي يعيشها الجمهور وعلى وجه الخصوص جمهور الانترنت، تشكل حقبة جديدة أصبح فيها كل مستخدم هو بطل الحكاية، يستطيع بكل سهولة ويسر أن يؤدي دور البطولة، بل ويتوافر له كافة الإمكانات لتقمص ذلك الدور، ولم يعد هناك مجال لأي مستخدم أن يلعب دور الكومبارس، حيث لا مكان إلا للأبطال الذي يتفاعلون تفاعلا ايجابيا، ويتسع دور البطولة أو ينكمش طبقا لحجم المشاركة، فالمستخدم نفسه هو الذي يستطيع أن يوسع أو يقلل دوره طبقا لحجم تفاعله.

لذلك كان ضروريا على المواقع الالكترونية ألا تغفل تلك الحالة الجديدة، وان تجعل من التعليقات بوابة مفتوحة بينها وبين المستخدم، لكي يؤدي دوره ويعبر عن رأيه فيما ينشر سواء بالسلب أو بالإيجاب، فلا مكان لموقع لا يعطي القارئ حقه في إبداء رأيه، وتوفير كافة الوسائل التي تساعد على إبراز ذلك الرأي.

المعادلة الصعبة

وتواجه المواقع الالكترونية صعوبة في إيجاد توازن بين طرفي معادلة التعليق- وخاصة إذا كان هذا الموقع يتم إتاحة التعليقات فيه بصورة فورية - فمن ناحية يريد الموقع إبراز ديمقراطيته وايجابيته في إيجاد ارض خصبة للمستخدم يستطيع من خلالها التعبير عن رأيه بكل حرية، ومن جانب آخر، يريد الموقع أن يكون المستخدم على قدر المسؤولية في تعليقه وان يكون ذلك التعليق موضوعي ويبعد عن الإسفاف والتحيز أو يلتزم فيه بآداب الحوار.

لذلك تلجا بعض المواقع- وخاصة العربية منها- إلى جعل خدمة التعليقات مؤجلة للتدقيق، أي يتم مراجعتها من قبل الموقع قبل أن يتم نشرها، إلا أن ذلك قد يوحي للمستخدم بعدم الثقة بينه وبين الموقع ، كما أن معظم المستخدمين يميلون إلى متابعة فورية لتعليقهم.

وتلجأ معظم المواقع الأجنبية إلى جعل التعليقات فورية لمستخدميها، فمن ناحية تعطي طرقا إرشادية للمستخدم، للتعليق على المادة، ومن ناحية أخرى ترسم له خطوطا للكيفية التي يمكن من خلالها كتابة تعليق موضوعي ملتزم بآداب الحوار وبعيدا عن الإسفاف والارتجالية والتحيز، ولا تكتفي بذكر عبارة " أن التعليقات الواردة هي مسئولية أصحابها وليس للموقع أي مسؤولية عنها".

تجديد المحتوى

تؤمن بعض المواقع بالدور الذي تقوم به التعليقات ليس فقط على مستوى التفاعلية، ولكن أيضا تنظر للتعليق باعتباره مكملا للمحتوى الأصلي للمادة، بل يمكن النظر له باعتباره محتوى جديدا له نفس أهمية محتوى المادة الأصلية، لذلك لجأت العديد من المواقع إلى إتاحة التعليق على التعليقات الواردة على المادة المنشورة، في شكل يؤكد على عدم انتهاء دورة المحتوى بمجرد الانتهاء من كتابته أو حتى بمجرد التعليق عليه، فالتعليقات سوف يتم الرد عليها من خلال تعليقات أخرى، ويتم تجديد المحتوى بشكل مستمر، في ظل دورة لا نهائية من المحتويات المنشورة.

خدمات مصاحبة

لا تكتفي المواقع بإدراج خدمة التعليق فقط، وإنما تتيح بعض المواقع عدد من الخدمات المصاحبة لخدمة التعليق، فتوفر بعض المواقع للمستخدم خاصية إرسال تعليقه إلى أي موقع من مواقع الشبكات الاجتماعية، وهذا يؤدي إلى زيادة انتشار الموقع، كما تتيح للمستخدم إمكانية اختيار أو ترشيح تعليق مفضل وهذا مفيد في زيادة اهتمام الجمهور بالتزام الموضوعية في تعليقاتهم.

كما تتيح بعض المواقع خدمة حجز الاسم المستعار للتعليق كما في موقع العربية، وتلك الخدمة تقوم على أساس اختيار اسم من قبل المستخدم يقوم من خلاله بإدراج تعليقاته للموقع، وهذا الاسم هو متفرد لصحابه، ولا يحق لأي فرد آخر استخدام نفس الاسم للتعليق على محتويات الموقع، وهذا يوفر قدر كبير من الخصوصية بين المستخدمين والموقع، ويمنع أي شخص من انتحال اسم شخص آخر والتعليق باسمه.

إن خدمة التعليقات من الأمور الهامة التي يجب توافرها وحسن إدارتها من قبل أي موقع لما لها من أهمية كبيرة، تلك الأهمية التي قد تميز موقع عن موقع آخر لدى الجمهور والمستخدمين

الثلاثاء، 17 مارس 2009

البرمجيات الاجتماعية.. طفرة جديدة في استخدامات الانترنت

البرمجيات الاجتماعية.. طفرة جديدة في استخدامات الانترنت

في ظل انتشار كم هائل من المعلومات داخل محيط الإنترنت وزيادة عدد ناشري المحتوى وامتداد نطاق النشر الشخصي وُجدت صعوبة على المستخدم في الإلمام والمواكبة لكل هذا المحتوى المعلوماتي الضخم، وأُدخل الفرد في دائرة " القلق المعلوماتي "، مما أوجد ضرورة لتغيير نمط الجيل الأول من الإنترنت من خلال مجموعة من الأدوات التي تقوم بتجميع وتنظيم وترتيب كم المعلومات المتناثر داخل فضاء الإنترنت بما يلائم اهتمامات وحاجات الجمهور، هذه الأدوات هي ما نطلق عليها اسم " التطبيقات أو البرمجيات الاجتماعية".

وتعمل البرمجيات الاجتماعية على إيجاد نوع من التشارك الذهني والمعرفي بين جمهور المستخدمين على شبكة الانترنت، وتمكنهم من التفاعل والتعاون وتبادل الاهتمامات بشكل كبير مع بعضهم البعض دون النظر إلى الاعتبارت الفعلية لتكوين المجتمعات الواقعية.

وهذه البرمجيات لا تقتصر فقط على مجموعة من التكنولوجيات المختلفة وإنما تشمل الجانب الاجتماعي لهذه التكنولوجيات مجتمعة معًا.

ماهية البرمجيات الاجتماعية؟

هي أدوات تدعم اتصال مجموعة من المستخدمين على الانترنت من خلال تمكينهم من الحوار والتواصل والالتقاء على الشبكة العنكبوتية بهدف إنشاء مجتمعات افتراضية (Virtual Communites)، هذه الأدوات أنتجت أنماط وطرق جديدة لتعامل المستخدمين مع الإنترنت سواء كان ذلك من خلال الاستفادة من الخدمات المتاحة أو استحداث خدمات جديدة تقدم لزوار ومستخدمي الشبكة.

فالبرامج الاجتماعية يمكن اعتبارها تلك العناصر التي تم إدخالها في عملية تهجين لتنتج لنا (طفرة) أو نوع جديد من الإنترنت، فيما يمكن وصفه "بالانترنت المهجن"، هذه الطفرة أفرزت لنا أساليب مختلفة في طرق الاستفادة من الشبكة العنكبوتية وكيفية استخدامها بما يحقق المصلحة على المستوي الشخصي وعلى المستوى العام.

ومن ابرز البرمجيات الاجتماعية التي أوردتها موسوعة ويكيبيديا ما يلي:

المدونات (Blogs) ومنها (Micro-Blogging) أو التدوين المصغر، والمنتديات (Internet forums)، اقتباس القصاصات (Clipping)، الرسائل الفورية (Instant messagingالتعليم الالكتروني (e – Learningتشارك الوسائط (Media sharing)، علامات تداول المواقع[2] (Social bookmarking)، الفهرسة الاجتماعية (Social catalogingمواقع تشارك المحتوى(Social citationsالشبكات الاجتماعية (Social networksالعالم المتخيل (Virtual worlds)، مواقع الويكي (Wiki's).

فلسفة البرامج الاجتماعية

وتأخذ البرامج الاجتماعية فلسفتها من الفكرة الجوهرية للويب 2.0 وهي إيجاد بيئة فعالة لمساهمة وتشارك الزوار واعتبار المستخدم هو المركز الذي تدور من حوله كل الأنشطة ويؤثر فيها تبعا لاهتماماته.

ومن الآثار الاجتماعية لتلك البرامج أنها تساعد على اكتشاف سلوكيات وتصرفات ما كانت تظهر إلا من خلال تفاعل الفرد مع تلك الجماعات الإفتراضية.

وتمنح البرامج الاجتماعية فائدة كبيرة للمتخصصين والمهتمين بموضوع معين، حيث يمكن للمستخدم حفظ روابط المواقع التي يفضلها ويطلع عليها خلال تصفحه على شبكة الإنترنت دون الحاجة إلى تخزينها في قائمة المفضلات الموجودة على جهاز المستخدم، مما يمكنه من عدم التقيد في الإطلاع على تلك الروابط من جهازه عند الحاجة إلى استعادتها مرة أخرى، بل يمكن له أن يجدها و يستخدمها من أي جهاز كمبيوتر طالما انه متصل بشبكة الإنترنت.

الاتصال والتواصل

والبرامج الاجتماعية هي ثورة على الأنماط التقليدية في الإتصال بين الناس، فالعامة كانوا يتحاورون ويتناقشون في السابق بالطرق التقليدية مثل التليفون أو المواجهة المباشرة أو عن طريق المراسلات البريدية أو من خلال الصحف أو التليفزيون .. الخ، فهي تقوم داخل تلك المجتمعات الإنترنتية بضمان خاصيتين أساسيتين - هما الأساس في بناء أي مجتمع واستمراريته – ألا وهما الإتصال والتواصل وهما من أهم المميزات التي توفرها تلك البرامج الاجتماعية.

و تقوم هذه البرمجيات في عملها على الاتصال الجمعي وليس الشخصي مما يوفر سيولة وسهولة في الاتصال بأقل جهد وأبسط تكلفة.

نهاية دورة انتاج

ومن أهم السمات الأساسية التي توفرها البرمجيات الاجتماعية أنها جاءت لتغيير فكرة البرمجيات كمنتج لتحولها إلى خدمة متاحة للجميع يتم صيانتها بشكل يومي، بل والتعامل مع المستخدمين كشركاء في تطوير الخدمة، ومراقبة سلوك الزوار في التعامل مع الخدمات الجديدة بالموقع لمعرفة المزايا والوظائف الجديدة التي يتم استخدامها وكيفية استخدامها، وقد كشف كال هاندرسون كبير المطورين والمبرمجين في موقعFlicker أنهم يقومون بتطوير وإنشاء تكوينات وإصدارات جديدة للموقع كل نصف ساعة تقريبا.

القضاء على المعوقات المعاصرة للتواصل

والتطبيقات الاجتماعية جاءت لتسمح للمستخدمين بالتواصل مع أقرانهم في جميع أنحاء العالم، ومع أشخاص لا يتم التواصل معهم في الواقع لأسباب مختلفة، أي أن التطبيقات الاجتماعية على الإنترنت استطاعت ان تقضي على المعوقات المعاصرة للاتصال والتواصل، فتعارف الأشخاص على بعضهم أصبح لا يرتبط بقواعد على ارض الواقع بل أصبح الكل متاح له أن يتعرف على غيره في أي مكان وفي أي وقت وبأي صورة كانت .

وقد أفرزت تلك البرمجيات عن لغة جديدة للتخاطب بين مستخدمي الإنترنت هذه اللغة تم اختزالها في حاجات الأفراد واهتماماتهم أي مخاطباتهم نفسيا وإجتماعيا وعمليا واقتصاديا ... الخ ، فعلي سبيل المثال موقع FACE BOOK يتم فيه مخاطبة النواحي النفسية والإجتماعية للأفراد من خلال العديد من التطبيقات التي تم إنتاجها من قبل الموقع أو من قبل مستخدميه، فالمشاعر أصبحت لها مكانها على مواقع الإنترنت، كما أن توفير إمكانية إنشاء برمجيات من قبل المستخدمين وتسويقها داخل الموقع، أتاح الفرصة للأفراد أن يشكلوا نوعا من السوق الاقتصادي يستطيعوا من خلالها توفير مكان لعرض منتجاتهم.

نماذج دولية

ويمكن القول أن التطبيقات أو البرامج الاجتماعية ليست موجهة في مطلقها إلى الأفراد ولكنها لفتت نظر الشركات وقطاع الأعمال للاستفادة منها اقتصاديا وساعدت على تغيير أساليب العمل في هذا النطاق.

فنجد خدمة " Open Social" من شركة جوجل وهي مجموعة من واجهات برمجة التطبيقات المشتركة APIs تسمح ببناء التطبيقات الإجتماعية عبر شبكة الإنترنت.

وأطلقت شركة مايكروسوفت خدمة " Search Together" أو البحث معا، وبالرغم من أن نشاط البحث على الانترنت هو عادة نشاط فردي إلا أن هذه الخدمة وفرت البحث المشترك بين عدد من المستخدمين المتشاركين في الاهتمام.

وقامت شركتا إنتل وأسوس بإطلاق الموقع الإلكتروني الجديد (وي بي سي دوت كوم) الذي يسمح للأفراد بالتواصل فيما بينهم من جهة وبين الشركات المطورة للتقنية من جهة أخرى بهدف تصميم المنتجات المبتكرة التي تتماشى مع احتياجات المستخدمين وتطلعاتهم.

وهناك مشروع "تخيُُل الإنترنت" Imagining The Internet، الذي أطلقته جامعة "إلون" الأمريكية، ويهدف هذا المشروع إلى استطلاع آراء عشرات الخبراء حول مستقبل الإنترنت وتكنولوجيا الاتصالات وأثرهما على حياة البشر.

فالبرمجيات الاجتماعية أطلقت لنا مجالا واسعا للتخيل الى الحد الذي يصعب معه التنبؤ بمستقبل الانترنت، ومدى استفادة المستخدمين- سواء على المستوى الشخصي أو الجمعي أو المؤسسي- من الأنشطة والخدمات التي توفرها تلك البرمجيات.



([1]) اطلق هذا المصطلح الباحث في مجال سوسيولوجيا الانترنت، وسام فؤاد.

الثلاثاء، 3 فبراير 2009

جيش إلكتروني صهيوني جديد .. إسرائيل تجند 1000 مدون لتحسين صورتها

حسين فاروق

في إطار حملتها الإعلامية المستمرة لتحسين صورتها أمام الرأي العام على الشبكة العنكبوتية، ولتجميل سمعتها المشوهة أمام العالم بعد هجومها الوحشي على قطاع غزة، قامت وزراتي الاستيعاب والمهاجرين والخارجية الإسرائيليتين بتجنيد 1000 مدون من المهاجرين اليهود الجدد والذين يتحدثون بلغات أجنبية أخرى غير العبرية، وذلك للمساهمة في تكوين رأي عام مضاد يمحو ما صنعته القوات الإسرائيلية من سوء سمعة وتشويه لصورتها عندما قامت بمجزرة على الأرض الغزاوية.

ففي الوقت الذي يهاجم فيه المدونين في العالم العربي ويصادر على رأيهم بل ويزج بعضهم في السجن، نجد اهتمام صهيوني بهذه الفئة، ووعي من القيادات السياسية بالدور الذي يمكن أن يلعبه التدوين والمدونون، في تغيير الرأي العام في وقت الأزمات أو في الأوقات العادية، إلى الحد الذي يمكن فيه اعتبار المدونين "جماعات ضغط" لتوجيه الرأي العام.

جيش الكتروني

قامت وزارة الاستيعاب الإسرائيلية بتجنيد مهاجرين جدد ويهود يعيشون في الخارج لديهم القدرة على الاتصال بالحاسب الآلي ويتحدثون لغة ثانية وذلك لتحسين علاقات إسرائيل العامة على شبكة الانترنت.

وكانت الوزارة قد بحثت عن طريقة ما تدعم الجهود الإسرائيلية في حربها الإعلامية ضد فلسطين، ورأت أن أفضل طريقة هي اللجوء إلى أكثر من مليون إسرائيلي يتحدثون لغة ثانية غير العبرية، بالإضافة إلى متابعة مدونات بلغات أخرى مثل البرتغالية والروسية- وذلك كما جاء على لسان إيرتس هافلون، المدير العام لوزارة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية- .

وقام أكثر من 1000 من مقدمي الطلبات المتطوعين والمهتمين بالاتصال بالوزارة ، من بينهم 350 متحدثا للغة الروسية و250 متحدثا للانجليزية و150 متحدثا للاسبانية و100 متحدث للفرنسية و50 متحدثا للألمانية.

بالإضافة إلى مجموعة من اللغات الأوروبية الأخرى ممثلة في أوساط المتطوعين: البرتغالية والسويدية والهولندية والايطالية والرومانية والبولندية واليونانية والبلغارية والدنماركية. كما عرض يهود يتحدثون باللغة الفارسية والتركية والعربية خدماتهم أيضا. وقالت الوزرة أنها تلقت طلبا أيضا من متحدث للغة الصينية.

سلاح إسرائيلي جديد

وفي تعليقها على الحدث ، قالت صحيفة "جيروزالم بوست" "إن جيش المدونين سلاح إسرائيلي جديد على جبهة العلاقات العامة التي تخوضها إسرائيل لتحسين صورتها أمام العالم" كما أشارت إلى أنه يجب على المتطوعين أن يسجلوا آراءهم في المدونات المعادية للصهيونية، بما يعكس وجهة النظر الإسرائيلية نحو قضايا الشرق الأوسط"

ورأت الصحيفة أن هناك افتقار للعدد المطلوب من المدونين الذين يجلسون أمام شاشات الكمبيوتر للكتابة بلغة غير العبرية ، وأشارت إلى أن تركيز المدونين سيكون على الأوجه الايجابية للحياة في إسرائيل إضافة إلى قسوة العيش تحت تهديد الإرهاب- وذلك على حد تعبير الجريدة الإسرائيلية.

توجيه المدونين

وبالرغم من أن وزارة الاستيعاب الإسرائيلية هي المسئولة عن عملية تجنيد المدونين، إلا أن مسؤولية توجيه المتطوعين على شبكة الانترنت تقع على عاتق وزارة الخارجية الإسرائيلية، وهي التي تقوم بمتابعة أي مدونة بلغة أجنبية أو موقع إخباري أو أي موقع آخر مناهض لإسرائيل ، ومن ثم توجيه رسالة إلى المدونين المتطوعين لإغراق الموقع بآراء مؤيدة لإسرائيل.

وترى وزارة الخارجية الإسرائيلية على لسان نوعام كاتز، مدير قسم العلاقات العامة في وزارة الخارجية الإسرائيلية، : " أنه من الضروري الاستفادة من المدونين المتطوعين ليس فقط في أوقات النزاع والحرب وإنما أيضا خلال الأوقات العادية "

يذكر أن إسرائيل قد فرضت تعتيما إعلاميا على حربها على غزة والتي بدأت في السابع والعشرين من ديسمبر، ومنعت وسائل الإعلام والصحافيين الأجانب من الدخول إلى غزة واكتفت بمن هو موجود داخل القطاع.

الاثنين، 26 يناير 2009

الإعلام الغربي وحرب غزة

حسين فاروق

أثار رفض هيئة الإذاعة البريطانية الـ " بي بي سي " بث نداء للجنة الإغاثة ضد الكوارث في بريطانيا للتبرع لصالح غزة انتقادات شديدة ولاذعة واتهامات بعدم الحيادية لهيئة الإذاعة البريطانية والانصياع للوبي الصهيوني في بريطانيا، ففي الوقت الذي قالت فيه الإذاعة بأنها تميزت في التغطية الإعلامية في الحرب على غزة واتبعت الأسلوب الحيادي في طريقة تناولها لتلك الحرب، يأتي هذا الرفض لبث نداء إنساني ليضرب تلك الحيادية بعرض الحائط وليفتح المجال أمام تساؤلين لا مناص منهما، الأول يتعلق بالمعايير التي تحكم عمل مؤسسات الإعلامية الغربية مع الأحداث في حرب غزة ، والثاني يتعلق بـ من الذي يسيطر على أجندة الأخبار في الإعلام الغربي بصفة عامة وبريطانيا على وجه الخصوص.

ادعاء الحيادية

وعندما نستمع إلى تصريحات المسؤولين في هيئة الإذاعة البريطانية نجدها بعيدة كل البعد عن الواقعية والمنطقية، كمن يريد ان يبحث عن سبب يحفظ له ماء وجه وتبعد عنه تهمة الانحياز للوبي الصهيوني، فنجد تصريح لـ مارك تومسون المدير العام لبي بي سي يوضح فيه أسباب رفض الهيئة بث النداء قال فيه: " أن بث نداء الإغاثة كان من الممكن أن يسبب فقدان الثقة في نزاهة تغطية البي بي سي لما يجري في غزة" وأضاف ان الهيئة رفضت اذاعة الإعلان المجاني لانها لا يمكنها التأكد من ان تلك المعونات والمساعدات الانسانية سوف تصل إلى مستحقيها في قطاع غزة.

وفي المقابل نجد ان تصريحات الهيئة تشيد بحياديتها في التغطية الاعلامية اثناء الحرب على غزة، بالرغم من ان معظم التقارير التي كتبت عن الحرب قد تمت كتابتها خارج ارض المعركة، وذلك لان اسرائيل منعت من دخول وسائل الإعلام إلى غزة واكتفت بمن هو موجود قبل الحرب على غزة.

انتقادات وردود افعال

وقد اثار ذلك القرار الكثير من ردود الافعال في اوساط شعبية ورسمية في بريطانيا حيث تظاهر المئات امام مقر البي بي سي في وسط ولندن احتجاجا على طريقة تغطية الهيئة للحرب على غزة ولعدم اذاعتها النداء الانساني، واتهموها بالرضوخ للوبي الصهيوني في بريطانيا.

وقال أندرو هند المدير التنفيذي للجنة الجمعيات الخيرية ـ المسؤولة عن تنظيم عمل الجمعيات الخيرية المسجلة في بريطانياـ قال إن جميع الهيئات الخيرية الرئيسية أعلنت قدرتها على توصيل معوناتها إلى مستحقيها في غزة، كما طالب بي بي سي بإعادة النظر في قرارها وحذر من عرقلة عمل الهيئات ما لم تحصل على أقصى دعم شعبي ممكن، كما طالب وزير التنمية الادارية دوجلاس الكسندر من " بي بي سي " بالتراجع عن قرارها.

وقال عضو مجلس اللوردات نظير أحمد إن مبررات 'بي بي سي' غير مقنعة، والتفسير المنطقي هو ضعفها أمام ضغط 'اللوبي الصهيوني'، وذكر ببثها استغاثات في أزمات كبيرة كالكونغو والسودان ولبنان والعراق، ووصف ما جرى في غزة بأنه أكبر من كارثة وقال عنه إنه مذبحة، وأضاف نظير ان مسلمي بريطانيا أكثر من مليونين ويتعين على 'بي بي سي' الاستماع لصوتهم، لأنهم يشاركون في تمويلها، لكنه حيا الموقف الرسمي والشعبي من قرار الهيئة.

ويفتح هذا القرار ملف المعايير التي تحكم سياسات العمل الإعلامي داخل وسائل الإعلام الغربية بالإضافة إلى ماهية الجهة التي تضع أجندة الأخبار في الإعلام الغربي بصفة عامة.